تطرق رئيس الحكومة الأردنية، بشر الخصاونة، في جلسة برلمان الأردن، أمس، إلى التوتر في القدس، وقال: “أحيي راشقي الحجارة في الأقصى”. ورداً على ذلك، قال رئيس الحكومة نفتالي بينيت: “أنظر بخطورة إلى هذه التصريحات… هناك من يشجع رشق الحجارة وممارسة العنف ضد مواطني دولة إسرائيل. هذا يشكل جائزة للمحرضين وعلى رأسهم حماس، الذين يحاولون إشعال العنف في القدس”. يتوقع أن يناقش مجلس الأمن المواجهات التي حدثت مؤخراً في القدس.
حسب أقوال الخصاونة الذي أضاف بأن عمال الأوقاف والفلسطينيين قاموا بصد ويواصلون صد محاولات إسرائيل تقسيم المسجد الأقصى حسب معايير المكان وأوقات الصلاة. أول أمس، تطرق الملك عبد الله إلى ما يحدث في القدس، ودعا إسرائيل إلى احترام الوضع القائم في الأقصى و”وقف جميع الخطوات غير القانونية والاستفزازية التي تخرق هذا الوضع وتؤدي إلى التصعيد”.
تفاجأت إسرائيل من رد الملك عبد الله ومن الانتقاد الذي وجهه هو وشخصيات أردنية رفيعة أخرى لسلوك إسرائيل فيما يتعلق بالحرم. في سلسلة الزيارات التي قام بها غانتس ولبيد وبينيت إلى قصره في الفترة الأخيرة، اتفق الطرفان على أهمية الحفاظ على الهدوء في هذه الفترة خلافاً لرسالة الأردن الشديدة ضد إسرائيل التي تزايدت خلال ساعات.
إن تصريحات رئيس الحكومة الأردنية المقرب من الملك، اعتبرت تجاوزاً للحدود وأثارت الغضب داخل إسرائيل. وحسب مصدر إسرائيلي، “لا يمكن مباركة راشقي الحجارة على رجال الشرطة الإسرائيليين الذين عملوا لفتح الحرم أمام المصلين”. الرزنامة السنوية التي تلاقت فيها أعياد الفصح مع شهر رمضان منذ عقد تقريباً، حولت المواجهة مع المصلين في الحرم إلى حدث سياسي معقد. في وقت سابق أمس، أعطت جهات سياسية إسرائيلية إشارات للأردن بأن عليه التخفيف من حدة المواجهات. “بدلاً من تسخين الأجواء، نتوقع من وزارة الخارجية الأردنية أن تهدئ وتحترم قدسية العيد لكل الشعوب”، قال أمس مصدر سياسي.
لاحظت إسرائيل في الأسبوع الأخير بأن حماس تستخدم دعاية فظة تستهدف تأجيج النفوس حول الحرم. “آلة تحريض حماس شنت حملة ضد تقديم القرابين من قبل اليهود في الحرم، التي في إطارها تم نشر إعلانات ومنشورات عبر الشبكات الاجتماعية من حسابات تتماهى مع حماس، وظهرت فيها رسائل أخذت في التصاعد”، قالت شخصية رفيعة إسرائيلية.
أجرى وزير الخارجية يئير لبيد، أمس، نقاشاً لفحص طرق الرد الممكنة على تصرفات وزارة الخارجية الأردنية. وقالت مصادر سياسية إنه “بدلاً من تسخين الأجواء، نتوقع من وزارة الخارجية الأردنية أن تهدئ وتحترم قدسية العيد لكل الشعوب”. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن “شرطة إسرائيل تصرفت في الفترة الأخيرة بمسؤولية وانضباط واتزان إزاء عشرات المشاغبين الذين قاموا بتدنيس قيم الإسلام وقدسية الحرم بأفعالهم”. وأشاروا إلى أن “أي شريك مسؤول يجب عليه الاعتراف بذلك، وألا يشارك في نشر أنباء كاذبة تسخن الأجواء. تصريحات التأييد لأعمال العنف، بما في ذلك رشق الحجارة، أمور غير مفهومة وتسهم في التصعيد”.
سبق تصريحات الملك عبد الله إعلان وزارة الخارجية الأردنية بأنه “ليس لشرطة إسرائيل الحق في تنظيم زيارات لغير المسلمين، لأنه أمر منوط بالأوقاف الإسلامية”. وقالوا في الأردن أيضاً بأن “خطوات إسرائيل التي استهدفت تغيير الوضع الراهن في الحرم هي تصعيد خطير”. وأن “إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد الحالي التي تقوض الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى تهدئة شاملة”.
حتى إن وزارة الخارجية الأردنية استدعت أمس المسؤول عن السفارة في المملكة، سامي أبو جنب، من أجل التحدث معه عقب دخول قوات الأمن إلى المسجد الأقصى في نهاية الأسبوع. حسب بيان المملكة، فإن وزير الخارجية، أيمن الصفدي، قال بأنه سيسلم أبو جنب رسالة يطلب فيها “وقفاً فورياً للخروقات” في المسجد. وقال الصفدي أيضاً بأن الأردن سيستضيف الخميس، جلسة بمشاركة وزراء خارجية مصر والسعودية وقطر والمغرب وتونس والجزائر، الأعضاء في الجامعة العربية، وسكرتير عام الجامعة العربية لعقد جلسة طارئة حول الوضع في القدس “في أعقاب التصعيد الإسرائيلي”. في الوقت نفسه، قدم البرلمان الأردني للحكومة مذكرة وقع عليها 87 عضواً وطالبوا فيها بطرد سفير إسرائيل من عمان احتجاجاً على ما سموه “العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى”.
يتوقع أن يناقش مجلس الأمن اليوم المواجهات التي حدثت في الفترة الأخيرة في القدس، ومن غير المتوقع أن يشارك ممثلو إسرائيل والفلسطينيون في الجلسة التي ستعقد بناء على طلب من الإمارات والصين وفرنسا. وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن موظفين أمريكيين كباراً تحدثوا في نهاية الأسبوع هاتفياً مع جهات إسرائيلية وفلسطينية وجهات في دول عربية أخرى بهدف منع تصعيد إضافي.
في غضون ذلك، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حول التوتر الأمني في شرقي القدس. وصدر من الكرملين أنهما تحدثا عن الصعوبات التي يواجهها الفلسطينيون “في سياق التوتر المتزايد في الضفة الغربية وفي شرقي القدس”. وورد في وكالة الأنباء الروسية “ريا آر.آي.إيه” أن بوتين أطلع عباس على آخر التطورات في “العملية العسكرية الخاصة لروسيا من أجل حماية إقليم دونباس” في شرق أوكرانيا.
بقلم: يونتان ليس وجاكي خوري
هآرتس