تثار في كل عام قضية وحدة الأمة الإسلامية في صيامها وعيدها ويحصل الخلاف الذي أصبح معروفاً ومشهوراً فتجد هنا صيام وهناك إفطار … هذا يحصل رغم أننا أمة واحدة وشرعنا واحد والهلال واحد. وعند التمعن في مسألة هذا الاختلاف والتشرذم، نجد أن هذا الاختلاف في هذه الشعيرة التعبدية هو اختلاف مصطنع ولا علاقة له بقضية وموضوع اختلاف الآراء. وأن المسألة حمالة أوجه، وإن كان البعض يعمل على جعل هذا الاختلاف والفرقة راجعا لفلسفة أن المسألة خلافية ويدّعمها بأدلة ونصوص شرعية لا تنطبق على الواقع اليوم، فمن يقول اليوم أن بلاد العالم الإسلامي مختلفة في مطالع الهلال وأنها ليست ذات مطلع واحد ؟!.
إن القضية التي نعيش سودوايتها في كل عام لا علاقة لها بالاختلاف الشرعي بل هي قضية مصطنعة تهدف لبقاء تشرذم المسلمين وعدم وحدتهم حتى في هذه الشعيرة الربانية فلذلك وجدنا مهزلة الصوم والافطار حسب القطر وبعبارة أبلغ حسب حدود سايكس- بيكو التي كانت المرض والداء الذي مزق جسد الأمة. وبدعة الفرقة في الصوم والعيد هي بدعة متحركة ومتجددة فلذلك كلما مزقت دول الاستعمار بلدا من بلاد العالم الإسلامي، فسيكون اختلاف جديد في هذه الشعيرة، فأهل العراق على سبيل المثال كانوا يصومون ويعيّدون مع بعضهم البعض رغم الاختلاف المذهبي بينهما وبعد أن أحتلته أميركا أصبح لكل مذهب ومنطقة بدأ صوم غير الطرف الآخر !.
إذا، قضية الخلاف في بدأ رمضان والخروج منه وهذه الفرقة التي أصبحت ثابتة سنويا لا علاقة لها بفكرة اختلاف المطالع ولا تبحث وتصنف ضمن المسائل الخلافية بل هي نتيجة من نتائج التآمر على الأمة ودينها،وهي مظهر من مظاهر تمزق شمل الأمة وسيطرة أعداؤها عليها. إن الواجب على أبناء الأمة الواحدة الكلية والكاملة في شهرها الفضيل، صياما وأفطارا وأن لا يكونوا عونا للكافرين في تطبيق مخططاتهم ، وكذلك وجب عليهم العمل بجد واجتهاد لإعادة وحدة الأمة الإسلامية في كيان واحد إلا وهي دولة الخلافة فتحكم بشرع الله وتقطع دابر كل المتآمرين على الأمة وشرعها وتجعل صيامنا واحدا وعيدنا واحدا