
أفادت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني بإجلاء نحو 13 ألف أوكراني عبر ممرات الإجلاء لأسباب إنسانية يوم السبت، وهو ضعف عدد الذين تمكنوا من المغادرة يوم الجمعة.
وأكدت إيرينا فيريشوك في رسالة عبر الإنترنت، أنه لم ينجح أحد في مغادرة مدينة ماريوبول المحاصرة، وألقت باللوم في ذلك على عرقلة القوات الروسية لخروج المدنيين من المدينة.
وكانت موسكو قد اتهمت في وقت سابق القوات الأوكرانية باحتجاز الناس عمدا هناك.
وفي غضون ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه تحدث هاتفيا السبت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وناقشا معا آفاق محادثات السلام لإنهاء النزاع مع روسيا.
وقال زيلينسكي في تغريدة على تويتر إنهما "تحدثا عن العدوان الروسي وآفاق محادثات سلام".
وأضاف أنه طلب أيضا من بينيت "المساعدة في إطلاق سراح عمدة ميليتوبول المختطف"
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي لبي بي سي إن المحادثة بينهما استمرت أكثر من ساعة "وتناولت سبل إيقاف القتال في أوكرانيا والجهود التي تبذلها إسرائيل في هذا الصدد".
وكان زيلينسكي اقترح مدينة القدس كموقع محتمل للتفاوض بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي أمام الصحفيين: "ليس من الأمور البناءة أن نلتقي اليوم في روسيا أو أوكرانيا أو بيلاروسيا، فهذه ليست الأماكن التي يمكننا فيها أن نتوصل إلى تفاهم لإنهاء الحرب".
وأضاف: "وإذا سئلت عما إن كنت أعتقد أن إسرائيل يمكن أن تكون بلدا مناسبة لذلك، خاصة مدينة القدس؟ فإنني أقول: نعم".
وكان كل من زيلينسكي وبوتين اتصلا مؤخرا برئيس الوزراء الإسرائيلي بينيت، الذي التقى بدوره برئيس الكرملين شخصيا في موسكو قبل أسبوع.
كان زيلينسكي اقترح مدينة القدس كموقع محتمل للتفاوض بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إنهاء الحرب.
وحتى الآن التقى وفدان من روسيا وأوكرانيا ثلاث مرات لإجراء مفاوضات في بيلاروسيا، والتقى وزيرا خارجية البلدين يوم الخميس الماضي في أنطاليا بتركيا.
ومن حيث المبدأ لم يستبعد الكرملين عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف يوم أمس الجمعة: "لكن يجب أولا على الوفود والوزراء القيام بدورهم لضمان عدم اجتماع الرؤساء من أجل العملية أو من أجل المناقشة ولكن من أجل إعلان النتيجة".
ونقلت وكالة الإنباء الروسية عن مسؤول كبير بوزارة الدفاع الروسية قوله إن الوضع الإنساني في أوكرانيا استمر في التدهور السريع وألقى باللوم على المقاتلين الأوكرانيين واتهمهم بتعدين الأحياء وتدمير الجسور والطرق.
واتهمت أوكرانيا القوات الروسية يوم السبت بقتل سبعة مدنيين في هجوم على نساء وأطفال حاولوا الفرار من القتال بالقرب من كييف.
وقالت المخابرات الأوكرانية إن الأشخاص السبعة، بينهم طفل، قتلوا أثناء فرارهم من قرية بريموها وأن "المحتلين" أجبروا الناس المتبقية والتي كانت تحاول الفرار على العودة.
وأشارت وكالة رويترز التي نقلت التصريح انه لم يتسم لها التحقق من صحة النبأ ولم تقدم روسيا تعليقا فوريا.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين منذ غزوها أوكرانيا في 24 فبراير/شباط. وتلقي باللوم على أوكرانيا في محاولاتها الفاشلة لإجلاء المدنيين من المدن المحاصرة وهو اتهام ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون بشدة.
وسبق أن اتهم مسؤولون روس القوات الأوكرانية بقصف شعبها ثم السعي لإلقاء اللوم على موسكو، وهي مزاعم نفتها كييف ودول غربية باعتبارها أكاذيب.
وقد أعلن زيلينسكي في مؤتمر صحفي في كييف أن "نحو 1300" جندي أوكراني قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
وهذه المرة الأولى منذ بدء النزاع تعلن فيها السلطات الأوكرانية حصيلة. وكان الجيش الروسي قد أعلن في الثاني من آذار/مارس مقتل نحو 500 جندي في صفوفه، في حصيلة لم يتمّ تحديثها فيما بعد.
وكان زيلينسكي قال في وقت سابق إن موسكو ترسل قوات جديدة بعد أن أخرجت القوات الأوكرانية 31 من كتيبة روسيا التكتيكية من القتال في ما وصفه بأكبر خسائر للجيش الروسي منذ عقود. ولم يتسن التحقق من أقواله.
وحث الغرب على المشاركة بشكل أكبر في مفاوضات السلام. وشدد على أن القوات الروسية ستواجه معركة حتى الموت إذا سعت لدخول العاصمة.
"إذا قرروا قصف كييف بشدة، وببساطة محو تاريخ هذه المنطقة... وتدميرنا جميعا، فعندئذ سيدخلون كييف. إذا كان هذا هو هدفهم، فدعهم يدخلون، لكن عليهم أن يعيشوا على هذه الأرض بأنفسهم".
واتهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الولايات المتحدة بتصعيد التوترات وقال إن الوضع تعقد بسبب قوافل شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا التي تعتبرها القوات الروسية "أهدافا مشروعة".
في التعليقات التي أوردتها وكالة أنباء تاس، لم يوجه ريابكوف أي تهديد محدد، لكن أي هجوم على مثل هذه القوافل قبل وصولها إلى أوكرانيا من شأنه أن يوسع الحرب.
ورداً على دعوة زيلينسكي للغرب أن يشارك بشكل أكبر في مفاوضات السلام، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "إذا كانت هناك خطوات دبلوماسية يمكننا اتخاذها وتعتقد الحكومة الأوكرانية أنها ستكون مفيدة، فنحن على استعداد لاتخاذها".