منذ أن قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، وهي لا تدع أي فرصة إلا واستثمرتها فيما يخدم قضاياها ويحقق رؤيتها ومشاريعها في كافة الجوانب والأمور. وها هي تستغل الأزمة العسكرية المندلعة بين روسيا وأوكرانيا وتستثمرها في جلب اليهود الأوكرانيين لإسكانهم وتوطينهم على أرض فلسطين المحتلة سواء في العام ١٩٤٨م أو في العام ١٩٦٧م . فمنذ اندلاع تلك الأزمة سارعت الحكومة الإسرائيلية لدعوة وحث اليهود الأوكرانيين على مغادرة أوكرانيا إلى إسرائيل وعملت على توفير وتسهيل كل أسباب وعوامل المغادرة لهم . ورغم أن التحرك هذا ظاهره إعادة يهود لإسرائيل لتجنيبهم ويلات الحرب، إلا أن باطنه يتمثل في رفد دولة الاحتلال بمزيد من اليهود في مسعاها لمواصلة سياسة التهويد والسيطرة على أرض فلسطين، فالجالية اليهودية في أوكرانيا يتراوح تعدادها بين ١٥٠ – ٢٠٠ ألف يهودي وجلب هذه الأعداد ينسجم مع بناء دولة الاحتلال لآلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية والقدس. وهذا سيكون رافداً كبيراً لدولة الاحتلال في سياستها المبنية على التهام كافة أراضي فلسطين وضمها لكيانها التوسعي، هذا في ظل تقارير تتحدث عن استعداد إسرائيل لاستقبال قرابة المئة الف يهودي أوكراني.
إن الطبيعية اليهودية تقوم على أساس استغلال كل حرب وصراع لاستجلاب المزيد من اليهود في العالم إلى فلسطين لزيادة عدد مواطنيه وبناء مستوطنات إضافية والسيطرة على المزيد من الأراضي، أي لخدمة مشروعها الاستيطاني التوسعي. فإسرائيل ينطبق عليها المثل “مصائب قوم عند قوم فوائد”، فبينما تستعر الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتسيل الدماء وتهدم البيوت والمنشآت ويُهجّر الناس،تقوم إسرائيل بجلب يهود أوكرانيا لخدمة مشروعها الاستيطاني التوسعي.
في ظل استغلال دولة الاحتلال لكل أزمة في العالم من أجل جلب يهود لزيادة البناء الاستيطاني في كافة أرجاء فلسطين، كان المطلوب وقفة جادة وحقيقية من الأمة لتقوم بدورها الحقيقي والفعّال والمتمثل في التحرك الفاعل والمؤثر في إنقاذ وتحرير الأرض المباركة ، فهذه مسؤولية الجميع وبقاء التفرج والتنديد واستجداء دول الغرب المتواطئة مع الاحتلال أصلاً ، هو تصريح وإقرار رسمي لاسرائيل بالتوسع والمصادرة