تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي مانوكوف، في "إكسبرت رو"، عن كون روسيا في مأمن من التأثير القاتل الذي يريده الغرب لعقوباته.
وجاء في المقال: على مدى السنوات الـ 8 الماضية، كتب الباحث في معهد الصين للدراسات الدولية المعاصرة، ما شيويه، أن روسيا تمكنت عموما من التكيف مع الحياة في ظل العقوبات التي فرضها عليها الغرب، على استعادة شبه جزيرة القرم في العام 2014.
يرتبط المركز الذي يعمل فيه شيويه بوزارة أمن الدولة الصينية ويشارك في تشكيل السياسة الخارجية للصين. والقيادة الصينية تصغي إلى رأيه.
يرى شيويه أن فرص نجاح الغرب في العقوبات قد تظهر فقط في حال توجيه ضربة لصادرات الطاقة الروسية. ومع ذلك، لا تستطيع الولايات المتحدة القيام بذلك في ظل ظروف النقص العالمي في موارد الطاقة، فضلاً عن ارتفاع الأسعار الناجم عن التضخم غير المسبوق في السنوات الأخيرة. والوضع مع موارد الطاقة على هذه الحال في أوروبا، التي، على الرغم من الخطاب العدائي، لا يمكنها، على الأقل الآن، التخلي عن الغاز الروسي.
لا تعمل هذه الاعتبارات فقط في حالة الرفض الصريح للنفط والغاز والفحم الروسي، إنما وعند فصلها عن نظام SWIFT المصرفي. وبسبب الحاجة إلى دفع تكاليف ناقلات الطاقة الروسية عبر SWIFT بالتحديد، تم فصل روسيا عن هذا النظام جزئيا وليس بشكل كامل.
بالإضافة إلى ذلك، من المستبعد أن تنجح العقوبات المالية إذا لم تُدعم بإجراء عسكري. ولكن، لا واشنطن ولا بروكسل تستطيع أو تريد الدخول في مواجهة عسكرية مع موسكو.
إن اندماج الاقتصاد الروسي في الاقتصاد العالمي ليس كبيرا مثل اقتصاد العديد من البلدان الأخرى، وهذا يقلل أيضا من فاعلية العقوبات. تماما مثل البنية التحتية المالية غير الدولارية الموجودة في روسيا منذ العام 2015. يكفي أن نقول إن حصة الدولار من احتياطيات النقد الأجنبي القياسية المرتفعة وصلت الآن إلى مستوى قياسي في الانخفاض بلغ 16٪ فقط.
التكاليف الضخمة التي سيتعين على الولايات المتحدة تحملها في الحرب الاقتصادية مع روسيا لا تسهم في تعزيز فاعلية العقوبات. على سبيل المثال، سيتعين على أمريكا تقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية كبيرة لأوروبا، إذا أغلقت موسكو صمام الغاز، ولأوكرانيا أيضا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب