تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور نيديلكين، في "إكسبرت رو"، حول فرصة أمام واشنطن لتحميل الأحداث في أوكرانيا مسؤولية المشاكل المالية الخطيرة التي بدأت تعانيها الولايات المتحدة.
وجاء في المقال: ما يثار من ضجيج معلوماتي وتغيرات قيمة الأصول الروسية، يكرر عمليا ما حدث في العام 2014. يشعر رجال الأعمال والمستثمرون، الذين عملوا في السوق المالية الروسية في تلك الفترة، بأن الحالة تتكرر.
ومع ذلك، فمن بين الميزات المهمة التي تبرز هذه المرة التزامن عمليا بين أسواق روسيا والولايات المتحدة وأوروبا. أما في العام 2014، فلم يكن هناك مثل هذا الأمر على الإطلاق، بل على العكس، كانت السوق الروسية فقط هي التي تعرضت للضربة حينها، بينما في أمريكا، على سبيل المثال، لوحظ نمو في السوق.
الآن، تنخفض المؤشرات الأمريكية بنجاح كبير، وبعض أكبر الأسهم من حيث الرسملة، تشبه إلى حد كبير فقاعة على وشك الانفجار.
يتولد انطباع بأن هذا التوتر الجيوسياسي مفيد جدا للولايات المتحدة لحل مسائل أخرى:
فأولاً، بعد العام 2020، نمت فقاعة حقيقية في سوق الأسهم الأمريكية، وبدأوا بتنفيسها بنشاط العام الماضي. فهناك عدد كبير من الأسهم التي فقدت حوالي 70 في المائة أو أكثر من قيمتها. ومع ذلك، فإن تنفيس الفقاعة لم يكتمل بعد، ولا يزال هناك "عمل يتعين القيام به"؛
المشكلة الثانية، هي التضخم الذي ارتفع إلى عنان السماء ويحتاج إلى معالجة. وبنك الاحتياطي الفدرالي مستعد لبدء رفع أسعار الفائدة، اعتبارا من مارس، وسيتم الانتهاء من برنامج التيسير الكمي في الأسابيع المقبلة.
ووفقا للعديد من الخبراء، فإن الاقتصاد ليس جاهزا لتشديد سياسة بنك الاحتياطي الفدرالي بشكل حاد، وقد تؤدي هذه الخطوات إلى أزمة جديدة. بل هناك بالفعل كل المقدمات لحصول هذه الأزمة في غضون عام ونصف.
بالطبع، يسعد الولايات المتحدة جدا تحميل الأحداث حول أوكرانيا كل هذه المشاكل. وعلى الرغم من أن ذلك يبدو غير منطقي تماما، لكن أحدا لن يهتم. وديناميات المؤشرات الأمريكية، التي بدأت فجأة تكرر ديناميات الأصول الروسية، تغرس في أذهان المراقبين فكرة أن الأحداث الأوكرانية وراء تراجع البورصات الأمريكية.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب