تحت العنوان أعلاه، كتب دانيلا مويسييف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، عن محاولة روسيا ملء الفراغ الجيوسياسي الحاصل في إفريقيا، واحتمالات الفشل.
وجاء في المقال: أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من قصر الإليزيه، صباح الخميس، بعد اجتماعه مع قادة غرب إفريقيا، نقل الوحدة العسكرية الفرنسية من مالي إلى النيجر.
وقال ماكرون إن انسحاب القوات الفرنسية التي يبلغ قوامها 2400 جندي سوف يستغرق من أربعة إلى ستة أشهر. وعلل هذا القرار بالانقلاب الذي حدث في مالي.
في الوقت نفسه، فإن نقل القوات إلى النيجر، التي تطوعت، حالا، لاستضافة الوحدة الفرنسية بعد تفاقم العلاقات بين باماكو وقصر الإليزيه، يتيح للزعيم الفرنسي حفظ ماء وجهه قبل الانتخابات الرئاسية.
وفي الصدد، قال صاحب قناة Zangaro Today، على تيليغرام، أليكسي تسيلونوف: "الوضع في مالي، بالنسبة لروسيا، فرصة. لكن من غير المعروف كيف ستستغله. فعملية فرنسا "اقتل الأشرار والأمور ستسير على ما يرام من تلقاء نفسها" فشلت، خاصة في وسط البلاد، حتى مع التمويل والدعم الهائل من المخابرات الأمريكية".
وأكد تسيلونوف في حديثه لـ"نيزافيسيمايا غازيتا"، أن من الصعب القول، على الرغم من عدم جدوى عملية القوات الفرنسية بشكل عام، أنهم يهربون من البلاد. خاصة وأن باريس تترك فرصة أمام باماكو، لأن إعادة الانتشار سوف تستغرق وقتا طويلاً.
وأضاف أن الكثير سيعتمد على أن موقف الجزائر من روسيا. لكن هناك مشكلة موضوعية أخرى. فليس من الواضح كيف سيسدد الماليون. فبعد عقوبات المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، نشأ السؤال ليس فقط عن التسديد مقابل خدمات الشركات العسكرية الخاصة، إنما وعن تسديد رواتب مسؤوليها وجيشها.
مساعدة روسيا في مجال التعدين والخبرة الأمنية العسكرية لا يمكن أن تحل محل جهود تحقيق الاستقرار متعددة الأوجه المقدمة من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، وخاصة في مجال الدعم الإنساني. في مثل هذه الحالة، يمكن أن تبدأ خيبة أمل متبادلة بين روسيا والسلطات الجديدة في مالي بسرعة. وبعد ذلك سيطالب الماليون برحيل روسيا، كما يطالبون الآن برحيل فرنسا.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب