الهجمة الاحتلالية على حي الشيخ جراح خاصة والقدس الشرقية عامة ليست بالجديدة، بل هي متواصلة منذ احتلال المدينة عام ١٩٦٧، عندما ضم الاحتلال المدينة وهدم حي المغاربة وبدأ خطوة وراء أخرى في العمل على محاولات تهويدها وأسرلتها والنيل من المقدسيين.
وفي الآونة الأخيرة صعدت دولة الاحتلال وقطعان المستوطنين من استهدافهم لحي الشيخ جراح وكذلك احياء في سلوان وواد الجوز وغيرها من المناطق أو الاحياء في المدينة، بهدف الضغط على أهلها من أجل الرحيل عنها واحلال المستوطنين مكانهم.
وهذا ما جرى ويجري في حي الشيخ جراح والاحياء الاخرى، حيث يقوم قطعان المستوطنين والمتطرفين اليهود وعلى رأسهم بن غفير وبدعم من الشرطة الاسرائيلية التي تقمع احتجاجات الأهالي وتسمح للمستوطنين والمتطرفين باقتحام الحي والعربدة والاعتداء على المواطنين.
وبصورة استفزازية أعاد المتطرف بن غفير أمس افتتاح مكتبه في الحي وسط حماية شرطة الاحتلال التي وفرت الحماية لقطعان المستوطنين واعتدت على المواطنين والمتضامنين معهم وفرقتهم بالقوة.
إن قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين مستمرون في تماديهم جراء عدم وجود رادع لهم سواء على الصعيد الفلسطيني، طبعاً باستثناء الاهالي الذين يتصدون لهم بصدورهم العارية، أو على الصعيد الدولي، باستثناء بيانات الشجب والاستنكار التي أصبحت دولة الاحتلال تتعايش معها، بل لا تعيرها أي اهتمام.
فما دام العالم وتحديداً امريكا وحليفاتها الغربيات ذات الماضي الاستعماري، تمنع وتحول دون معاقبة دولة الاحتلال فإن هذه الدولة ستواصل جرائمها بحق شعبنا وقضيته.
وأمام هذا الواقع الذي هدفه التطهير العرقي لأهالي الحي وغيره من الأحياء الأخرى كما ذكرنا سابقاً، فإن مدينة القدس الشرقية التي يتغنى بها الجميع بأنها عاصمة دولة فلسطين المستقبلية في طريقها الى التهويد والأسرلة الكاملين، وانه اذا لم يتحرك الجانب الفلسطيني فإن القدس أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، لن تكون كما كانت، بل يعمل الاحتلال على الغاء تاريخها وتزييفه، وجعله ذات طابع يهودي، وعندها لا ينفع الندم.
فليتحرك الجميع بخطوات عملية وعلى أرض الواقع لإنقاذ المدينة قبل فوات الاوان. فالقدس تطالب بدعم صمود أهلها وانقاذها من براثن الاحتلال