أولا وقبل كل شيئ،لا أخاطب بكلامي هذا من يبحثون عن تلوين عنصري مقيت لمنتخبنا فهؤلاء أولادنا ويشرفنا لعب أي واحد منهم من أجلنا..أكره مخاطبة من ينظرون للمنتخب بعيون عنصرية.
الملاحظة الثانية التي أود التنبيه عليها هي أن التطور الذي طال كرة القدم كان السبب الوحيد الذي سمح لمئات اللاعبين من الفقراء وأبناء أحياء الصفيح بأن يتحولوا الى أثرياء بالمقارنة مع باقي أفراد الشعب(ابحثوا عن واقع أسر المحترفين في جميع القارات)،فماكان لهؤلاء أن يغيروا واقع ذويهم لولا خفة الأقدام وليس خفة الأيدي،التي تكون غالبا سببا لانتقال أشخاص من الفقر الى الثراء على حساب الشعب.
ثم سأعطي بعض المعلومات بتحفظ طالبا من الإخوة أهل الاختصاص تصحيح الخاطئ منها في هذا السرد الممل.
لن أعود بكم إلى ماضٍ قريب تتذكرونه كلكم وتعرفون الحال الذي كانت عليه كرة القدم الوطنية ولن نتطرق لما آلت إليه ولن نخوض في ترتيب الفريق الوطني اليوم وما صار إليه حاله لأنها أمور تعرفونها جميعا وسيستحضرها المنصف منكم (وذوك اللي امفَطْحين گوراياتهم گالو التركه ماني شاد امعاهم لخبار).
هل تعرفون -حسب معلوماتي- أن لاعبي فريقنا الوطني يعيشون في الظروف ذاتها التي يعيشها لاعبو الفرق الكبرى عبر العالم، وهنا ستكون المقارنة مع الفريق الفرنسي على سبيل المثال لا الحصر و سأحدثكم بالأرقام:
١- عندما يستدعى لاعب فرنسي من أجل المشاركة في فريقه الوطني والتحضير لبطولة ما؛ يبدأ مباشرة في استلام علاوة يومية تناهز سبع مئة وخمسين أورو في الوقت الذي يستلم لاعبُنا في الظروف ذاتها زهاء سبع مئة أورو
٢- تتولى الإتحادية الفرنسية تكاليف وفد من ثلاثة وخمسين شخصا ويصل العدد الإجمالي لوفدنا تسعة وأربعين فردا على نفقة الاتحادية الموريتانية لكرة القدم
٣- يسافر الفرنسيون في طائرة خاصة ويسافر الموريتانيون في طائرة خاصة وأحيانا يسمح مستوى المهنية التي وصل إليه فريقنا الوطني في تحركاته بغير المتاح لآخرين، كلعب مباراة في بانچول يوم الأحد وأخري يوم الثلاثاء الموالي بلواندا والعودة إلى نواكشوط للعب مباراة يوم الخميس الموالي
٤- يتوفر الفريق الفرنسي على سبعة أخصائيي علاج طبيعي (kiné) ويتوفر فريقنا على العدد ذاته من نفس التخصص
هذا غيض من فيض من الأدلة الدامغة على أن مستوى المهنية لدى الفريق الوطني وصل مستوى أصبح يضاهي مستويات الفرق الكبرى، ستقولون هذا من كرم الدولة التي تنفق أزيد من ست مئة مليون أوقية على مشاركتنا في الكاف وحدها، سأقول لكم أن الدولة جزاها الله خيرا تولي أهمية قصوى لكل ما من شأنه إسعاد المواطن وعلى جميع الأصعدة حتى وهو يتفرج على كرة القدم والتي وصف أحد القادة العرب ذات يوم أهلها ومحبيها بالأغبياء وطالب بتوزيع كرة قدم على كل لاعب حتى لا يواصل القوم الاقتتال على الكرة الوحيدة الموجودة في الملعب، ثم أعود بكم من جديد للغة الأرقام:
- في كوت ديفوار رصد ما يعادل الثلاثة مليارات أوقية للتحضير والمشاركة في الكامرون ٢٠٢١
- في المغرب رصدت للنهائيات ذاتها قرابة عشرة مليارات
- في السنغال خصصت خمسة مليارت إلخ.
لقد أطلت عليكم أردت فقط الاسهام في الجدل الدائر حول خسارة المنتخب مع تأكيدي على دعمي "اللامشروط" لفريقنا الوطني وعواطفي المتجذرة في بواتق الأخوة والصداقة اتجاه رئيس الاتحادية للموريتانية لكرة القدم.
والسلام على من اتبع الهدى.
#خليني_في_البرلمان