تبعث دعوة الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، إلى عقد اجتماع لمجلس الناتو-روسيا، وهو الأول منذ عامين ونصف في 12 يناير، تبعث الأمل في أوساط الجهات الفاعلة والمحللين الدوليين. الأمل في أن المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية، التي قدمها الكرملين في وقت سابق إلى الغرب الجماعي، تؤخذ بعين الاعتبار على الأقل.
وفي الوقت نفسه، فإن لموقف تركيا من عقد اجتماع مجلس روسيا-الناتو أهمية أساسية بالنسبة للنظام العالمي المستقبلي.
تدرك أنقرة، بصفتها عضوا قديما في حلف شمال الأطلسي، كما يُستشف من تصريحاتها وأفعالها، أنها ستتعرض للهجوم في حال نشوب صراع محتمل بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. ولن يكون ذلك مجرد رد عسكري.
يعلم الأتراك أن رفض توسيع الكتلة من خلال ضم دول ما بعد الاتحاد السوفيتي إليها، فضلاً عن نشر قوات الناتو وأسلحته على أراضي الدول الأوروبية، سيفتح فرصا اقتصادية كبيرة أمام أنقرة. أمّا في ظل الاضطراب في منطقة البحر الأسود، فمن المستبعد أن يتمكن الأتراك من تحويل بلدهم إلى مركز لبنية تحتية للنقل والطاقة. والأتراك يسعون إلى ذلك، بحسب برنامج حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وبناءً على ذلك، يمكن توقع أن تستمر تركيا، مسترشدة بمصالحها الوطنية البحتة، في الدعوة إلى الحوار مع موسكو، بما في ذلك من خلال الناتو، وتقف ضد العقوبات على روسيا.
لا شك في أن السلطات التركية لن تنسى عدم دعوة الولايات المتحدة لها إلى قمة الديمقراطية، وأن إدارة جو بايدن تمسكت بقرار الرئيس السابق دونالد ترامب استثناء الجمهورية من برنامج إنتاج مقاتلات الجيل الخامس F-35، عقابا على شراء صواريخ إس-400 الروسية.
في الوقت نفسه، لن ينجح حديث الولايات المتحدة والناتو عن "التهديد المشترك" أو "المصالح المشتركة" مع الأتراك بعد الآن. فأنقرة عند اختيار شركائها، تكون أقرب إلى مبدأ "ثق ولكن تحقق".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب