انطلاقة برنامج الوطني للتطوع والتنمية المستدامة

جمعة, 11/05/2021 - 10:46

انطلقت الآن في قصر المؤتمرات فعاليات انطلاقة برنامج الوطني للتطوع والتنمية المستدامة في موريتانيا تحت شعار
التطوع وعي مدني وخطوة حاسمة نحو التشغيل لضمان التنمية وفي كلمة الوزير أكد على أهمية دور الشباب نص خطاب السيد وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

أيها الجمع الكريم؛
نجتمع اليوم من أجل واحد من أنبل وأشرف المسلكيات التي مارسها الإنسان على البسيطة منذ الأزل؛ بل إنه الرسالة السماوية الأسمى؛ التي أنزل الله -من أجلها- أبا البشرية آدم عليه السلام (رسالة إعمار الأرض) إن "التطوع" هو التسجيد الفعلي لتلك الرسالة المقدسة، دون أهداف أو أغراض خارجها.

ويقدم هذا المسلك النبيل خدمة وفيرة للفرد، فهو يعمق تواصله بالآخرين، ويعمق من إدراكه لقدراته على تقديم المُساعدة في العديد من الأمور في حياة الناس، بل وفي حياة كل الكائنات؛ إنه فرصة نادرة لاكتشاف جميع مكامن القوة والقدرة في المتطوع.

أيها الجمع الكريم،
يتيح التطوع لممارسه فرص اكتشاف الصداقات واكتشاف مشتركي الاهتمامات، والتوسع في تكوين العلاقات، وتعزيز الخبرات في مجالات التخصص أو الهواية، إلى جانب القيام بالعديد من الأنشطة المفيدة والممتعة في ذات الوقت.

رغم أن التطوع لا تقتصر فوائده الذاتية -بالضرورة- على سن محدد، ولا على جنس محدد، بل تشمل كل الأعمار وكل الأجناس؛ فإن التعويل بشأنه يكون على الشباب؛ لما يملكون من طاقات واندفاع ووعي؛ مع أنه -أيضا- قد يكون مفيدا لغيرهم؛ فهو أداة فعالة لتعزيز الصحة الجسدية والنفسية والعقلية؛ إذ يحث ممارسيه على الحركة، وعلى التواصل، وعلى التفكير، ويخلق لديهم أهدافا موازية في الحياة.

إن ممارسة التطوع توفر -كذلك- فرصا لاكتشاف كنوز الناس، اكتشاف معارفهم، اكتشاف أخلاقهم، اكتشاف ثقافاتهم وعاداتهم وأنماط حياتهم، وبالتالي يكون قناة للانفتاح والتعايش والمحبة، داخل المجتمع الواحد، وبين مجتمعات متمايزة، إنه فضاء لنشر قيم المساعدة والإيثار والتعاطف.

حضورنا المحترم؛

لا تقتصر إيجابيات التطوع على الفرد؛ بل تتعداه إلى المجتمع، الذي سيحس من خلاله بمستوى الترابط، ومستوى أهمية رد الجميل -من قبل الفرد- للمؤسسة المجتمعية، التي احتضنته وشكلت هويته، وعاش بينها سالما آمنا.
إنه سيكون أداة صلبة وجادة في حل العديد من القضايا المهمة، من خلال جهود الأفراد، كما أنّه فرصة جيدة لتوجيه طاقات الأفراد ومهاراتهم لتحسين البيئة المحيطة وتقديم المساعدة لمن يحتاجها، ومن المعروف ان الكثير من الجمعيات والمنظمات الخيرية -التي تقدم جهودا اجتماعية مقدرة- تعتمد -في الغالب- على الأفراد المتطوعين.

شبابنا المحترم،
إنكم مدعوون اليوم -أكثر من أي وقت آخر- للمساهمة في رفع التحديات عن بلدكم ومجتمعكم.. إنكم مسؤولون عن زرع قيم المواطنة داخل كل فرد من المجتمع.. إنكم مطالبون بترسيخ وتجذير قيم التعايش والمسامحة والحب.
إن الظرف الذي يمر به العالم اليوم، وما يصاحبه من تحديات دولية وإقليمية مركبة ومعقدة، تتجاوز المخاطر الاقتصادية والأمنية إلى المخاطر الفكرية والاجتماعية، تضع هذه المخاطر على عواتقكم مسؤوليات إضافية.

حضورنا المحترم،
إننا نوجد أمامكم اليوم وفق شراكة استراتيجية بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية؛ تلك الشراكة القائمة على أساس العمل معا من أجل الأهداف المشتركة؛ أهداف نشر قيم المواطنة والتسامح والتعايش، ورفع وتيرة التنمية.
إننا واثقون أنه من خلال صدق الشريكين وإخلاصهم لأهدافهم المشتركة، ومن خلال طاقاتكم وطموحكم ووعيكم سنذلل كل الصعاب، وسننفذ كل أهدافنا وطموحاتنا.

جمعنا الموقر،
لقد مثلت القضايا ذات البعد الاجتماعي والشبابي أولوية كبرى في تعهدات فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، تشهد بذلك العديد من البرامج الاجتماعية والشبابية، على رأسها "تآزر" وما تعنيه من طموح، وما وُضع تحت تصرفها من موارد.
وإننا في الحكومة (وحرصا على تنفيذ تعهدات فخامة رئيس الجمهورية) نضع كل الوسائل والطاقات التي تتوفر عليها الدولة في سبيل النهوض بالمجتمع، وبفئاته الأكثر هشاشة، والأبعد مسافة من ناحية الولوج إلى الخدمة العمومية.. من هنا نقول لكل شركائنا التنمويين، وبالأخص في برنامج الأمم المتحدة للتنمية، نقول لهم أيادينا في أياديكم من أجل تحقيق كل الأهداف المشتركة.
وأخيرا.. نتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي يتطوع فيه المتطوع دون أن يجد من يحتاج تطوعه، وأعتقد أننا حين نتكاتف ونشد عضد بعضنا، سيأتي ذلك اليوم، وقد يكون أقرب مما في أذهاننا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الفيديو

تابعونا على الفيس