تحت العنوان أعلاه، كتب رينات عبدولين، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، عن محاولات حكام أفغانستان الجدد اللعب على التناقضات بين الولايات المتحدة وروسيا.
وجاء في المقال: وجهت الدبلوماسية الروسية مرة أخرى دعوة لممثلي حركة طالبان للحضور إلى موسكو. ومن المقرر عقد اجتماع بمشاركة السلطات الأفغانية الجديدة في العشرين من أكتوبر.
فقط ظروف محادثات الـ 20 من أكتوبر تبدو غريبة إلى حد ما. فمبادرة عقد اجتماع مع طالبان في موسكو كان أول من قدمها الممثل الخاص للرئيس الروسي لأفغانستان، مدير إدارة آسيا الثانية بوزارة الخارجية الروسية زامير كابولوف. وقد بدت منطقية تماما وتتوافق مع الزيارة الممكنة، لكن مسؤولي طالبان تجاهلوا الاقتراح عمليا.
بعد أيام قليلة من ذلك، أثار عميد الدبلوماسية الروسية، سيرغي لافروف، موضوع المحادثات، معبّرا عن أمله في إمكانية التواصل.
وكما قال كبير خبراء مركز دراسة أفغانستان الحديثة، أندريه سيرينكو، لـ "موسكوفسكي كومسوموليتس": إذا تم عقد الاجتماع مع ممثلي طالبان في العاصمة الروسية، فلا ينبغي توقع نتيجة منها. "فتأخر طالبان في الاستجابة لدعوة موسكو يعد مسيئا لروسيا، بحد ذاته".
وبحسب سيرينكو، تواصل حركة طالبان التصرف وفقا للتكتيكات القديمة والمألوفة، حيث تبتز الولايات المتحدة بتقارب عابر مع روسيا والعكس صحيح. وفي الوقت نفسه، تدرك موسكو، على جميع المستويات، أن الوضع في أفغانستان ازداد سوءا، بعد وصول طالبان إلى السلطة.
يتجاهل المتطرفون أنفسهم المطالب الأربعة الرئيسية، في إطار صيغة "موسكو" الافتراضية: عدم الدعوة إلى استعادة "الإمارة الإسلامية" في أفغانستان؛ وإنشاء حكومة شاملة (تضم الطاجيك الذين تقيم روسيا اتصالات معهم)؛ ومكافحة تهريب المخدرات ومواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية". ولكن لم يتم الوفاء بأي من هذه النقاط. وعليه، بحسب أندريه سيرينكو، فليس من المهم جدا ما إذا كان ممثلو طالبان سيأتون إلى موسكو في نهاية أكتوبر أم لا. بالنسبة للسلطات الأفغانية الجديدة، القضية الأهم الآن هي الاتفاق مع الولايات المتحدة على إلغاء تجميد الحسابات ورفع العقوبات جزئيا على الأقل.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب