تحت العنوان أعلاه، كتب فلاديمير روجانسكي، مقال رأي في "أوراسيا ديلي" حول عبثية مراهنة إسرائيل على تحالفاتها مع دول إسلامية.
وجاء في المقال: الفكرة الإسرائيلية عن التحالفات مع الهوامش بعمر دولة إسرائيل نفسها. جوهر هذه الفكرة، التي تُنسب إلى أول رئيس وزراء لإسرائيل، ديفيد بن غوريون، هو البحث عن حلفاء بين الدول الإسلامية غير العربية خارج منطقة الصراع العربي الإسرائيلي.
وهنا، يجدر إعطاء القيادة الإسرائيلية بقيادة بن غوريون حقها: ففي ذلك الوقت، في أوائل خمسينيات القرن الماضي، لم تكن هذه الفكرة خالية من المعنى. بل، على مدى عدة عقود، أقامت إسرائيل شراكات مربحة للغاية مع كل من إيران وتركيا.
وأما اليوم، فهاتان الدولتان المختلفتان تماما تشتركان في خاصيتين على الأقل: حكم الإسلاميين والعداء لإسرائيل.
ومع ذلك لم تقم المؤسسة الرسمية الإسرائيلية باستخلاص العبر من التجربة مع إيران وتركيا حتى الآن. بل بدأت إسرائيل، فور انهيار الاتحاد السوفياتي، في البحث عن شركاء للتحالف معهم بين الجمهوريات السوفيتية السابقة المسلمة. لم تحقق محاولات إنشاء تحالفات مع جمهوريات آسيا الوسطى السوفييتية السابقة كثيرا من النجاح لإسرائيل.
لكن يبدو أن شراكة إسرائيل الاستراتيجية مع أذربيجان قد رتبت. وليس من قبيل المصادفة كتبتُ "يبدو"، لأن من السابق لأوانه استخلاص النتائج. إنما هذا ليس موضوع حديثنا الآن.
في رأيي، ارتكبت المؤسسة الإسرائيلية في تخطيط وتنفيذ مفهوم التحالفات الهامشية خطأ منهجيا واحدا على الأقل، وهو عدم مراعاة العامل الإسلامي.
فلا ينبغي الشك في أن المسلمين، من المغرب إلى الصين، لو خيروا بين الديمقراطية الليبرالية والإسلام لاختاروا الأخير. ولن تكون أذربيجان استثناء.
لا مكان لإسرائيل في المفهوم الإسلامي للعالم، مثلما لا مكان لأرمينيا وجورجيا في العالم التركي. وبالتالي، فإن سياسة التحالفات الهامشية، التي انتهجتها إسرائيل حتى الآن، تشبه شراء منزل مفخخ، سينفجر بالتأكيد، عاجلاً أم آجلاً. وهو ما حدث عموما أكثر من مرة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب