طلقني يا حمدي ..../ الشيخ الحسن الوالد

ثلاثاء, 07/28/2015 - 12:50

هل حان وقت طلاق أمريكا من العالم العربي ؟ لأنه لما أمطرت على أمريكا اتفاقا نوويا مع طهران لم يرفع العرب مظلاتهم وما يؤكد أن المشكلة أصبحت معقدة بين سادة البيت وخدامه هو أن السيدة بمعظمتها و جذوتها أصيبت بالزكام لأسابيع من برد فيينا بل وكسرت رجلها ولم يعطس أي عربي وكأن الحال هو .. طلقني يا حمدي ...

منذو بداية التاريخ الحديث للقضايا العربية المعاصرة وأمريكا هي السيد الآمر الناهي في البيت العربي من المحيط إلى الخليج وجامعة الدول العربية لم تتخطى يوما "ندين ونشجب" ثم يركب احد سادتها في اليوم التالي إلى البيت الأبيض ليعتذر عن الإدانة والشجب ضد المجازر في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو أي مكان ترى أمريكا انه في حدود رعايتها أو اتفاق يرى فيه العرب تخلي عن الوعد من طرف أمريكا, فهذه الجامعة ظلت دائما مقبرة للقرارات العربية و إنهاء لها بقرار خارجي  ...

ولكن منذو ظهور التقارب بين أمريكا وإيران بدأت الدول العربية في التململ نظرا لعدم رضى العرب عن المد الشيعي الإيراني في الدول العربية خاصة ما بات يعرف بمحور المقاومة (سوريا –- (حزب الله- ((((لبنان)))))  والتغزل المباشر بشرق السعودية والبحرين هذا مع احتفاظ إيران  بجزر تعتبرها الإمارات العربية محتلة من أبرزها (أبو مسعود ) ... كل هذه الأسباب تعتبر عربيا سببا كافية لفرض محاولة أمريكا التعدد إما لان العرب لن يرضوا بإيران  ضرة لهم لان فعل الجمع بين الأختين حرام و لان القانون الأمريكي يحرم التعدد فمن البديهي أن يظهر الجفاء بين العرب وأمريكا ويرى العرب في الاتفاق النووي بين إيران والغرب هو تخلي عن المصالح العربية و إطلاق يد إيران  في الشرق الأوسط وهو ما قد يفسر ب :

إما أن أمريكا تأكد لها  فشل العرب في إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خاصة في أحداث ما بعد الربيع العربي و المد الإرهابي في المنطقة ابتداء بالقاعدة و إلى أنصار الدين وصولا إلى "داعش"... وفي جميع الأحوال فشل العرب في إدارة هذه الأزمات بشكل يرقى إلى رضى أمريكا ولم يستطيعوا التوصل إلى تحديد هل هذا إرهاب أو مقامة ؟

أو أن أمريكا لم تعرف للعرب موقفا من الجماعات الإرهابية فدولة حزب الله في لبنا هي جماعة إرهابية في أمريكا وحتى في أجزاء من الدول العربية نفسها ومقاومة شريفة عربية في البعض الآخر ونفس الحال مع حماس والقاعدة و داعش(سابقا) - التي لا ترى فيها  أمريكا إلا طوق نجاة صنعه العرب السنة لمواجهة المد الإيراني  الصفوي- .

الفشل الكبير للعرب في إدارة الربيع العربي الذي وان بدا كربيع فانه تحول إلى مجرد ثورات نظمتها الدولة العميقة لتغيير جلدها بطريقة جديدة يعتقد الجمهور العربي انه هو الفاعل فيها والدليل هو ما حدث في مصر من عودة للدولة القديمة بحذافيرها وتحويل الحكام المدنيين (الإخوان المسلمين)إلى مطرودين مجلودين معدومين في كل مكان , و بالتالي المنطقة العربية ليست صالحة للممارسة الديمقراطية بأي حال من الأحوال عكس إيران التي شهدت تحولا أكثر سلاسة من حكم نجاد إلى روحاني بشكل أكثر عقلانية وسلمية وحتى المحافظين الذين نزلوا للشارع في وقت ما لم يطل بقاءهم في الشارع لخضوع الجميع لمرجعية واحدة هي "ولاية الفقيه "التي تعد هي مطبخ القرار الإيراني.

من المؤكد أن أمريكا كان في حسبانها النفط العربي وهي تتفق مع طهران ولكن (مع احتياطي طهران والنفط الصخري وحاجة الديكتاتورية إلى مظلة دولية فان العرب لن يستفيدوا من هذه الورقة للوقوف في وجه التوجه الجديد لأمريكا ) .

مع الرفض العربي وعدم الرضى بهذا الاتفاق فان إيران أصبحت أقوى بل أقوى بكثير بمليارات الدولارات التي ستستعيدها و العقود الآجلة للنفط التي سيبدأ تطبيقها و زيادة التدافع الأوروبي على إيران كمنطقة أكثر تحصينا من الإرهاب والتقلبات السريعة التي يعرفها عرب الشرق الأوسط فان العرب إن رفضوا أو لا فان مشروع الشرق الأوسط الجديد قد تبلور فعلا و بدا تطبيقه ودلالة ذالك أن العرب و عدوهم الأزلي إسرائيل (الصهيونية بلوبياتها وأموالها ) أعلنوا اصطفافهم في حلف لم يكن ليظهر في اكبر كوابيس العرب بل  أصبح حلفا حقيقيا ضد هذا الاتفاق الذي يرى فيه العرب و إسرائيل تخليا من أمريكا عن حمايتهم .

كل ذالك و الصمت التركي القطري بالخصوص اللتين تصنفان كأكبر قوى حامية للديمقراطية حسب البعض في المنطقة وان تفهم البعض الصمت التركي نظرا لمشاكلها البادية مع العرب في شان موقفها من بعض نتائج الربيع العربي فان قطر بترسانتها الإعلامية تعد "الجوكر" الذي يحتاجه الجميع لتحديد معالم الشرق الأوسط في الفترة القادمة .

إلى إشعار آخر يبدو العرب أمام فرصة تاريخية لتحديد توجههم خاصة مع وجود قوى تسعى لمكانها في الساحة العالمية كالصين التي كانت نشطة في آخر ساعات الاتفاق بين إيران والغرب و روسيا التي تبدو فرصة منا سبة خاصة بسبب طموح بوتين لاستعادة مكانة الاتحاد السوفيتي الغابرة .

الأكيد أن العرب "شجرة علندا" لا تقف بنفسها وتحتاج دائما إلى عمود تستند علية وهذه المرة خياراتها محدودة إما القبول بإيران كأخت وضرة في البيت الأمريكي ... أو الوقوف مع إسرائيل ضد إيران مقابل تنازلات بشان فلسطين وسيناء أو اللجوء إلى تفعيل العلاقات العربية الصينية إلى أكثر مما هو تجاري خاصة أن الخيار الروسي وان كان أكثر إستراتيجية لعدائها البين مع أمريكا و إسرائيل فانه سيجبر العرب على قبول إيران وبشار في الوقت عينه و هو موفق ليس من الممكن الرجوع عليه لان "أبو طالب فضل النار على السير على اثر النبي بحجة أن كبار الإبل لا تتبع صغارها) آخر خيار أمام العرب هو الدين الإسلامي الذي لن تكون العزة إلا به  ولكن في المرحلة الراهنة الدين حسب الجميع هو مصدر المشكل وحتى إن جلسوا متوحدين في ظل الدين هل سيكونون سنة أم شيعة (تابعين لأي من الأئمة أم وهابيين )وهل الدولة الإسلامية التي فرضها التغلب - المعروف حكمه في الإسلام السياسي والجغرافيا - لها مكان على طاولة الشرق الأوسط أم ستظل وراء حلمها الأكبر معتبرة المنطقة العربية مجرد ولاية لتوفير الدعم المالي ثم هل تسمح أمريكا أن يصبح الشرق الأوسط ملعبا للنسور أم هي أكيدة من قدرة البارون الجديد "إيران النووية" من السيطرة على المنطقة.دون نسيان -في ظل هذه المعمعة السياسية والاقتصادية والدينية -أهمية حسم الصراع في اليمن التي تعد خاصرة السعودية  ولصالح من؟  ألم يحن للحكام العرب أن يعودوا هم و الجامعة العربية إلى حضن المواطن العربي ؟  لأنه إن أردت الحفاظ على أمريكا في صفك اتجه إلى البرامج النووية كباكستان التي تعد من الأصدقاء المقربين لأمريكا ؟ فهل حان وقت البرنامج النووي العربي ؟ وكفانا حفرا لإخواننا ولومهم على نجاحهم لتبرير فشلنا ؟

فقد يكون القرار العربي بحاجة إلى عاصفة حزم لاتخاذ قرارات تحدد مكان العرب على الطاولة الدولية والإقليمية.