ناقشت صحف عربية توقعات نجاح قمة الشراكة في بغداد المنوي عقدها السبت 28 أغسطس/آب في العاصمة العراقية.
ورأى معلقون أن القمة ستساعد العراق على لعب دور سياسي بارز في المنطقة خاصة مع دعوة السعودية وإيران للحضور، بينما ذهب آخرون إلى صعوبة تحقيق نتائج مرجوة مع استبعاد سوريا من القمة.
وتعقد القمة بمشاركة دول الجوار العراقي والمنطقة والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن
أبدى حسين درويش العادلي في صحيفة الصباح العراقية تفاؤلاً، واصفاً المؤتمر بالـ "فرصة التاريخية إن أحسنتم قراءة التاريخ واستشراف المستقبل".
تساءل العادلي: "كمسؤولين هناك أسئلة تبحث عن إجابات إن أُريد لهذا المؤتمر أن يصنع تاريخاً مغايراً لأزمنة الكوارث، وهي: وفق أية رؤية للعراق تجتمعون؟ وهل على العراق أن يكون (طاولة) لقاء صمّاء، أو (ساحة) صراع وتفريغ شحنات... ليس إلاّ؟ أم أنَّ هناك وعيًا للعراق كبلد (مرتكز) يمكن أن يكون (مركز) توازن واستقرار للمنطقة بأسرها؟"
وفي الصحيفة ذاتها، كتب علي الخفاجي: "بالطبع مثل هكذا مؤتمرات والتي نأمل لها النجاح، وفي ظل الظروف الحالية التي يعيشها العراق تعد ذات أهمية كبيرة فهي تساعد على استقرار البلد على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتعد بوابة لتأسيس شراكات إقليمية، لتكون منفذاً جديداً يحسن من اقتصاد البلد".
وفي صحيفة المال المصرية الاقتصادية، عبّر شريف عطية عن أمله في أن تضع القمة العراق "على طريق جديد.. ولا سيما إذا أجريت الانتخابات المرتقبة في ظل رقابة دولية فاعلة، من المفترض أن تأتي نتائجها امتداداً لاستياء شعبي متزايد منذ اندلاع ثورة 2019 ضد الهيمنة الإيرانية المتغولة في العراق".
وتابع عطية: "وحيث الأمل معقود على جهود [رئيس الوزراء] الكاظمي في الداخل وعبر الصعيد الخارجي، لأن يعبر بالعراق حبلًا مشدودًا فوق نيران متأججة، إما أن يعيده نحو نقطة التقاء عربية، أو إلى الافتراق عنها".
"تقارب سعودي-إيراني"
من جانبها، أشارت الجريدة الكويتية إلى أن العراق دعا إيران و"خصومها" من دول الخليج العربية إلى حضور القمة "بهدف تهدئة التوتر الذي دفع بالجانبين إلى حافة صراع مفتوح في السنوات القليلة الماضية".
وتوقعت الجريدة أن المؤتمر "ربما يخطو خطوة صوب تقارب سعودي ــ إيراني، رغم أن الدولتين لم تعلنا بعد عن مستوى تمثيلهما في الاجتماع"، مضيفة أن السعودية "تشعر بالقلق من إحياء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمحادثات النووية، التي قد تفضي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على طهران، وترى في التواصل وسيلة لاحتواء التوتر دون التخلي عن مخاوفها الأمنية من الهجمات التي تحمل مسؤوليتها لإيران وحلفائها".
وفي سياقٍ متصل، كتبت صحيفة عكاظ السعودية عن القمة قائلة: "تتجه الأنظار صوب العاصمة العراقية بغداد وسط آراء متباينة حول مخرجاتها، رغم مشاركة دول فاعلة ومؤثرة في توجيه بوصلة الأحداث والصراعات والخلافات التي تعاني منها المنطقة، وفي وقت تعاني فيه العراق تحولات كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي".
ودعت عكاظ قيادة الدولة العراقية إلى "استثمار القمة لمعالجة أوضاعها الداخلية المتردية، وإنهاء التدخلات السافرة في أوضاعها الداخلية خصوصاً من قبل النظام الإيراني، الذي يعمل على تحجيم دور العراق في المنظومة الدولية وجعله رهينة لأجندات نظام الملالي الذي لا يريد الخير للعراق وشعبه، ويعمل على عزله عن محيطه العربي، وزعزعة أمنه واستقراره، وتشويه علاقاته بالمجتمع الدولي".
أجندة "غامضة"
من جهة أخرى، قالت صحيفة العرب اللندنية إن "حالة من الاستعجال وغموض الأجندة ميّزا التحضيرات لمؤتمر بغداد الإقليمي وأشّرا إلى كون عقد المؤتمر هدفاً بحدّ ذاته لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ولرئيس الجمهورية برهم صالح المعنيين بوضوح بتسويق صورة مختلفة عن العراق المأزوم داخليا بغض النظر عن نتائج هذه المناسبة ومخرجاتها".
وأضافت الصحيفة: "إلى جانب توقّعات بانخفاض مستوى تمثيل الدول المدعوّة للمؤتمر، لا تزال أجندته غامضة وتحوم التسريبات الإعلامية بشأنها حول كمّ كبير من الموضوعات الخلافية والشائكة والتي لا تكفي عدّة قمم ومؤتمرات لحلّها من قبيل تحقيق المصالحة بين السعودية وإيران والحرب الدائرة في اليمن وانهيار لبنان وأزمة المياه على مستوى المنطقة".
وفي صحيفة رأي اليوم اللندنية، انتقد عصري فياض غياب سوريا عن القمة ورأى أن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين "لم يتمكن من تمرير مبرر مقنع حول عدم دعوة ومشاركة سوريا في قمة بغداد".
وأشار الكاتب إلى أن عدم دعوة سوريا "خطأ جسيم"، محذرًا من أنه "سيترك آثاراً على علاقة البلدين".
وتساءل فياض: "لماذا لا تكون سوريا حاضرة؟ ولماذا لا يجسد الجانب العراقي كامل سيادته على أرضه وفي تحركاته السياسية بدعوة سوريا ما دامت القمة لدول جوار العراق وسوريا هي الدولة الثانية الأوسع حدوداً مع العراق بعد إيران؟"