كتب كيريل كريفوشييف وماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، عن تزايد قسوة الليتوانيين مع عابري الحدود، وما إذا كان ذلك سيوقف دفق الهجرة من دول تعاني من ويلات الحروب.
وجاء في المقال: أدت أزمة الهجرة على الحدود البيلاروسية الليتوانية إلى وقوع أولى الضحايا. وبحسب مينسك، فقد تعرض مواطن عراقي للضرب على أراضي ليتوانيا و"مات في أحضان حرس الحدود البيلاروسيين". أعلنت السلطات الليتوانية أن ذلك استفزاز من قبل مينسك، وطالبت الاتحاد الأوروبي بتبني عقوبات جديدة.
في الواقع، أصبح حرس الحدود في ليتوانيا أكثر قسوة: فالآن يقومون بطرد المهاجرين غير الشرعيين. ولا يزال السؤال عن كيفية تسوية المواجهة بين ليتوانيا وبيلاروس مفتوحا.
في حديثه عن آفاق الصراع، لم يستبعد المحلل أرتيوم شرايبمان أن تعدّل مينسك علاقاتها مع بغداد في نهاية المطاف، فقال لـ "كوميرسانت": "يبدو لي أن شهرين من انتظار عقوبات الاتحاد الأوروبي الجديدة قد تؤثر في عدد الرحلات الجوية من العراق". منذ بداية أغسطس، أصبحت الرحلات الجوية من المدن العراقية إلى مينسك يومية، لكن شرايبمان لا يشك في إمكانية إلغائها بسهولة في حال توافر إرادة سياسية.
وقال العراقيون، الذين تمكنت "كوميرسانت" من مقابلتهم، إن دعايات واسعة لشركات السفر التي تقدم رحلات إلى بيلاروسيا تنتشر في البلاد منذ شهرين. لكن بلا معلومات عن الهجرة وعبور الحدود.
في الأساس، يتم تمرير هذه الفكرة شفهياً، كما كان الأمر قبل ست سنوات، عندما عبر السوريون على نطاق واسع الحدود الروسية مع النرويج. ولكن، حينها كان يمكنهم على الأقل الرهان على أن تمنحهم أوروبا وضع لاجئين، على خلفية الحرب في سوريا. أما العراقيون فلا ضمانات لديهم.
وفي الصدد، قال رئيس المرصد العراقي لحقوق الإنسان، مصطفى سعدون، لـ "كوميرسانت": "هجرة العراقيين لن تتوقف. حتى إذا كان هناك خطر الموت، فسوف يخاطرون ويذهبون إلى حيث توجد فرصة لحياة أفضل. وسيكونون مستعدين لدفع المال مقابل ذلك. يقولون إنهم إذا بقوا في العراق فسوف يموتون. إنهم يهاجرون حتى لا يموتوا هنا". وبحسبه، فإن الجميع في البلاد (خاصة الشباب) يحلمون بالمغادرة، لأنهم "لا يرون مستقبلا في العراق".
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب