لم يتأخر رد الصناديق الايرانية على انتخابات الكنيست الأخيرة ،بل جاء قوياً وبصوت 17 مليون إيراني ،بعيد سقوط نتنياهو وقدوم متطرفين يتسابقون لتهويد القدس ،وإقناع الناخبين بتطرفهم ،حيث هتفت تلك الملايين الإيرانية بصوت واحد سُمع صداه في زوايا الكنيست لا للإصلاحيين ولا للمعتدلين ،وسنواجه تطرفكم وتهويدكم للقدس بالمحافظين الجدد ،بعدما منحنا الإصلاحيين وقتاً كافياً في إدارة الدولة ،والتفاوض مع الغرب ،وإخفاق أمريكا في تحقيق العدالة ،وعدم لجمها لإسرائيل ،وإنجرارها خلف السياسات الصهيونية المتطرفة.
وهذا التطور قد يسوق المنطقة نحو مشهد جيوعسكري صعب ربما يشعلها ويقود لنهاية محققه لحلم اسرائيل في حرب شاملة يجتمع فيها العرب والمسلمون لإنهاء حقبة من الاحتلال والغطرسة الصهيونية مالم تعيد أمريكا النظر في سياساتها المستفزة ،وتقرر تحقيق العدالة ،وردع إسرائيل والحد من تغولها في المنطقة.
لذلك نتمنى على البيت الأبيض إعادة النظر في الاستراتيجيات الأمريكية الغير عادلة بحق العرب والمسلمين ،لتخفيف حدة التوتر وامتصاص ردود أي فعل ممكنة للمتشددين القادمين بعد فوزهم بأغلبية ساحقة.
وعلى العرب أن يلتقطوا رسالة فوز المحافظين بحكمة ،وأن يدركوا خطورة ومعاني هذا التحول ،وبأن مواجهته لا يمكن أن تكون بالتخندق مع إسرائيل المحتلة ولا أمريكا المنحازة للصهاينة ،وانما بتوحيد الصف العربي وتنمية الديمقراطيات ،وتوفير العيش الكريم لشعوب المنطقة ،والتقارب مع المحور الاسلامي لتشكيل جبهة مقاومة جديدة تتصدى للمشاريع الاستعمارية ،وتعيد الحقوق التي اغتصبت للعرب وللمسلمين ،حتى يتمكن الجميع من العيش بأمن وسلام.
د. بسام روبين
عميد اردني متقاعد