ينقسم من يتحدثون عن قضايا حقوق الإنسان بين من هو "نافظ" يبحث عن إسكات صرير أمعاءه التي أخمصها الجوع، وبين من يبحث عن كسب نقاط سياسية في ميدان فقده وتجاوزه لضعف ما قدمه، وهو أشبه بمن يحاول التحرك نحو نقطة ضوء المصباح فيتحرك المصباح في اتجاه آخر كما حدث لبعض من يتحدثون اليوم عن تجاوزات وعنصرية في ترقية أفراد الشرطة (أعني على وجه الخصوص جميل منصور ومحمد ولد مولود).
وأنتم تتحدثون عن هذا الموضوع دون بينة او دليل وتطلقون وتكيلون التهم جزافا وتناطحون في ميدان لم يعد يتسع لكم، ماذا قدمتم غير إذكاء الصراعات وتغذية النعرات ونكء الجروح..
أنت اليوم في مدينة امبود قادم من أدوابه في غورغول وكيدي ماغا حيث أقوم بأعمال خيرية من بينها حفر الآبار وتوفير المياه للسكان وما أقدمه على علاته ورغم شح الموارد لم تقدموه طوال مسيرتكم ولن تقدموه فهل يختصر دوركم كما هو حال مراهقي فيسبوك على النقد من خلف لوحة المفاتيح وتعكير الأجواء على النظام الذي احتضنكم وأشدتم بمساعيه؟!
قطاع الشرطة لعلمكم يعرف منذ فترة عملية إصلاح لا ينبغي أن تكون خافية على ساسة ورؤساء أحزاب مثلكم شملت تحسين ظروف الأفراد في الميدان وفي المفوضيات وصرف المعاش بشكل شهري مع الراتب بعدما كان يتم التحايل عليه وابتعاث فرق تفتيش إلى المدن الداخلية للتعرف على مشاكل الشرطيين في الداخل وحلها بشكل جذري.
كما كانت هناك جهود مؤخرا لضبط الأمن وتحسين التنسيق بين الأجهزة الأمنية في ولايات نواكشوط أسفرت عن تسريع تعقب المجرمين وبسط الأمن في مناطق تواجد الشرطة وإنشاء رقم أخضر يسمح بالتعرف على أماكن الخطر والتدخل في أسرع وقت، وهذا غيض من فيض ومعلومات لكم إن كنتم تجهلونها وهو ما أرجو.
ما ينطبق على قطاع الشرطة ينطبق على الداخلية فهي الحاضن للقطاع ولاشك أنكم تعلمون أن الحريات مصانة والمساواة بين المواطنين لامساوة فيه عند رجل الدولة محمد سالم ولد مرزوك وأنتم تعلمون ذلك.
أما عن الحادثة وحيثياتها فتكفي العودة إلى التوضيح الذي أصدرته إدارة الأمن، لكن يمكن الحديث عن الدافع وراء هذا النوع من الشائعات في قطاع حيوي حساس، خصوصا وأنها تتزامن مع شائعات مماثلة يقوم بها بعض اللونيين يتولى إعلام تواصل وتوابعه تضخيمها وتحريكها(قضية وادان، قضية جامعة لعيون، قضية العداءة الموريتانية..الخ)
ختاما: انشغلوا معشر السياسيين بما ينفع الناس ويمكث في الأرض وإن كان الكلام سلاحكم الوحيد فسلطوه نحو الحديث عن معاناة الداخل وآدوابه مع غياب المياه والكهرباء في هذا الصيف الذي بدأ وارتفاع الأسعار مع اقتراب شهر رمضان الكريم
الشيخ ولد سيدي الملقب سفير الإنسانية
رئيس الجمعية الموريتانية للتنمية ومكافحة الفقر