شاب مضطرب نفسيا، أقدم على قتل المارة بسيارته ليدهسهم بشكل عشوائى معلنا لكل من حوله أن سيارته تحولت الى سلاح شديد القسوة لينهى معاناته مع المجتمع وينتقم ممن حوله، مشهد من حادث مأساوى وقعت تفاصيله فى احدى شوارع النمسا، وانتهى الحادث بمقتل 3 اشخاص وإصابة ما لا يقل عن 34 شخص ممن كانوا يتجولون فى شوارع مدينة غراز النمساوية ، وتحديدا فى منطقة يمنع فيها قيادة السيارات، سارعت سيارات الاسعاف بالانتقال الى مكان الحادث على الفور، بعد ان تحولت المنطقة الى ساحة من الدماء، جثث القتلى أثارت فزع المارة ممن تأكدوا أنهم الاكثر حظا فى العالم لعدم وقوعهم ضحايا لهذا الحادث المروع، المصابون اكدوا انهم رأوا فى عين الشاب سائق السيارة حالة من الانتقام بعد اقترابه منهم بشكل انتقامى وكأنهم ارتكبوا خطأ كبير فى حقه.
الحادث لم تتناوله الصحف الغربية بإهتمام كبير بالرغم من تفاصيله المخيفة وتعاطف الكثيرون مع الضحايا والقتلى، اكتفت بعض الصحف بنقل بعض التفاصيل القليلة دون الكشف عن هوية مرتكب الحادث وهو شاب عمره 26 سنة، كما نقلت بيان صادر عن رومان سومرشاتشر المتحدث باسم مجلس المدينة اكد فيه ان الشاب اخترق مكان مخصص للمارة فقط دون السيارات، وصدر بيان الشرطة النمساوية سريعا لتستبعد وجود شبهة الارهاب او وصف المتهم بالمتطرف مؤكدة انه جارى البحث عن الخلفيات العائلية لمرتكب الحادث والتحقيق بشأن الدوافع الشخصية والانسانية التى دفعته لإرتكاب هذا الحادث فى ثانى اكبر مدينة نمساوية.
مرت ساعات على الحادث لتكشف عن المزيد من التفاصيل التى زادت الشكوك نحو طبيعة الجريمة وتسببت فى تساؤلات عديدة حول كونها جريمة عنصرية وتحتوى على شبهة تطرف وارهاب، الجانى اخترق شوارع مخصصة للمارة فقط واقتحم احد المطاعم المفتوحة بسيارته ليصدم الجالسين على احد الطاولات، بالاضافة الى اصابته العشرات بشكل عشوائى، لم تنته جريمته بتوقف السيارة امام احد الاعمدة وانما نزل من سيارته ممسكا بسكين حاد فى احدى يديه وتوجه نحو زوجين وقام بطعنهما، نشرت جريدة الديلى ميل تفاصيل الحادث لتؤكد ان الزوجين مسلمين والزوجة محجبة وتزوجا منذ اسبوعين فقط، ووقعت عينى القاتل عليهما حتى اقترب منهما وطعنهما بالسكين، ولفظ الزوج الشاب "آديس" أنفاسه الاخيرة تاركا زوجته فى المستشفى مصابة بجروح خطيرة، اقام اهالى الزوجين مراسم تأبين أبكت كل الحضور، الزوجان مازالا فى شهر العسل ودارت شكوك حول الزوجة المحجبة وحول الشبهات العنصرية حول الحادث الا ان الشرطة النمساوية لم تترك مجالا لأى شكوك ونفت وجود اى شبهة ارهاب او تطرف بالحادث.
احتفظت الشرطة بهوية الشاب المتهم الا انها كشفت عن الخلفيات الأسرية الخاصة به لتؤكد انه متزوج ولديه خلفيات عائلية مليئة بالعنف، وتقدمت زوجته بشكاوى ضده وكاد الامر يتطور الى المحكمة بسبب اعتدائه عليها وعلى ابنائهما، وتسبب تعرضه لضغوط اسرية واجتماعية الى ارتكابه الحادث الذى لا يمت بصلة الى الارهاب او التطرف.