نجحت أربع دول مغاربية بملف مشترك لدى منظمة اليونسكو، في تسجيل طبق الكسكس، ضمن قائمة التراث العالمي غير المادي، في خطوة كانت عكس اتجاه الأحداث السياسية التي تشهد تشتتا وأزمات بينية في منطقة المغرب العربي.
وأعلنت منظمة اليونسكو، مساء الأربعاء، أنها “أُدرجت للتو المهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإنتاج واستهلاك الكسكس في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي“.
وأضافت “ويعترف هذا الإدراج بالقيمة الاستثنائية للكسكس وللمهارات والخبرة والممارسات المتعلقة بإعداده”.
وحسب المنظمة، يأتي ذلك “كثمرة ترشيح مشترك بين الجزائر وموريتاينا والمغرب وتونس، ويبيّن إلى أي حدّ يمكن للتراث الثقافي غير المادي أن يكون موضوعاً يجمع الدول ويحضّها على التعاون”.
ونقل بيان للمنظمة، عن مديرتها أودري أزولاي، أن الخطوة تعد “نجاحا عظيما كما أنه نجاح دبلوماسي حقيقي يتناول موضوعاً يحمل أهمية ورمزية كبيرة للشعوب في هذه المنطقة بمجملها، بل ويتجاوزها أيضاً”.
وحسبها “يتبيّن من توافق الآراء هذا أنّ التراث الثقافي يمكن أن يكون شخصياً واستثنائياً في الوقت نفسه، ويتجاوز الحدود”.
وشاركت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، في اجتماع أشغال الدورة الـ15 للجنة الحكومية المشتركة لحماية التراث الثقافي غير المادي، التابعة للمنظمة العالمية للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”.
وقالت في كلمتها “الكسكس طبق لقاء وطقس مهم في تراثنا رافق إنسان المنطقة منذ آلاف السنين ولا يزال”.
وأشارت، إلى الفخر بتسجيل هذا الطبق كتراث عالمي، مضيفة، أن “الجزائر التي كانت دوما أرضا خصبة بإنتاجها الوافر للقمح خاصة خلال الفترة النوميدية، كانت ضمن الدول السبّاقة لنشأة طبق الكسكس”.
وكان تسجيل الكسكس كتراث عالمي من قبل اليونسكو، ثمرة ملف مشترك لأربع دول مغاربية هي الجزائر وموريتانيا والمغرب وتونس، في خطوة تعاون غير مسبوقة.
وجاء هذا التنسيق، على مستوى منظمة اليونسكو، معاكسا لتيار الوضع السياسي وحتى الإقتصادي في المنطقة المغاربية، التي يشهدها اتحادها موتا سريريا، منذ تأسيسه.
وتوقع خبراء، أن يزيد إعلان النظام المغربي تطبيع علاقاته مع إسرائيل، من تعميق هذا الشرخ مستقبلا، بسبب الرفض المطلق لبقية الدول المغاربية لهذه الخطوة، وكذا فتح أبواب هذه المنطقة العربية أمام الاحتلال الإسرائيلي.