من أين أبدأ والحروف كلامُ فلحبر جف وفرت الأقلام
من أين أبدأ فكرتي مشلولة مثل الجماد تنشوها الأسقام
فعلى عيون الأصمعي غشاوة وعلى فم المتنبئ استفهام
لله درك ياشاعر كأنك تتحدث عني وأنا أحاول التبتل في محراب الهدوء والاستكانة في وطن يقبل فيه القاضي يد مرتكبي المخالفات دون خجل .
لا أدري كيف أبدأ ولا متى أبد أ ولا من أين أبدأ ولا هل سأبدأ...... آه تذكرت علي أن أبدأ بالمعضلة الكبرى وهي المستشفى الوطني الذي يقبع في غياهب لا مبالاة والإهمال
هذا المستشفى الذي تقشعر للحديث عنه الجلود وتشمئز لذلك الأقلام
أيها المواطن المسحوق برأيك أين تذهب هذه الثروات الهائلة التي يتحصل عليها هذا المستشفى الذي اعتبر مقدسا ورفع عنه التفتيش وكأنه مزكا منذ الأزل
أين يذهب كل هذا الدخل من فحوص وعلاجات وغير ذلك فلا رقيب ولا عتيد
أوليس من الأجدر وضع المواطن في الصورة وإخباره عن كل هذا؟
ليس هذا فحسب لماذا كل هذا ياوزارة الصحة ومتى ستقومين بالدور المنوط بك فرواتب الأطباء ضئيلة جدا مع ميزانية كهذه حتى التجهيزات الطبية فهي لا ترقى إلى المستوى المطلوب وكأنها أثاث العصور الوسطى أوما قبل الكامبري والتأطير في صفوف الأطباء لاوجود له .......و لامناص من قول الحقيقة مهما كلف الأمر
إنني أبوح بمايختلج في حشا شاتي وأنا أراقب عن كثف كل ماتقومون به من أعمال لاتسوق إلا إلى الركود والاضمحلال
أليس من الضحالة والإسفاف أن تكتموا عنا السبب الذي قدس المستشفى بحيث رفعت عنه الرقابة وترك كملاك مقدس لاينقص إيمانه ولا يخطئ إطلاقا
بالله عليكم كيف يعقل أن نكون في القرن الحادي والعشرين ونحن نعامل بهذه الشهريارية تحت سقف وطن شعاره الجمهورية الإسلامية الموريتانية
ألم يحث الإسلام على الصد ق والأمانة والوفاء هيهات هيهات كل ذلك أودع نسفين وتركنا لا نعرف أين هي مدا خيل المستشفى الوطني
عاشت موريتانيا حرة أبية وعاش شعبها بعيدا التهميش وتكميم الأفواه