تعد الإصابة بنوبة قلبية حالة طارئة وخطيرة تتطلب عناية فورية، وتحدث عند حظر إمداد القلب بالدم، ما يؤدي إلى تلف عضلة القلب بشكل خطير ومميت.
ويعتقد الكثيرون أن الإجهاد والتوتر الشديد قد يلعب دورا في الإصابة بهذه الحالة الخطيرة على الحياة، لكن الخبراء يشيرون إلى أن الإجهاد لا يمكن أن يسبب نوبة قلبية بشكل مباشر، إلا أنه ربما يكون له تأثير كبير على صحة القلب، بل وقد يؤدي إلى حدث يشبه النوبة القلبية تماما.
وهنا كل ما تحتاج لمعرفته حول تأثيرات الضغط المزمن على القلب، بالإضافة إلى حالة نادرة تسمى اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد.
الإجهاد المزمن عامل خطر للإصابة بأمراض القلب
يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بنوبة قلبية.
ووفقا لدراسة أجريت عام 2010، فإن الإجهاد المزمن، بما في ذلك التحيز العنصري أو الفقر أو مشاكل العلاقات، يساهم في تطور ارتفاع ضغط الدم. ونحو 70% من الأشخاص الذين يصابون بأول نوبة قلبية يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
ويزيد التوتر أيضا من معدل ضربات القلب. وبمرور الوقت، يمكن أن يكون لحالة التوتر الطويلة تأثير سلبي على القلب. على سبيل المثال، يرتبط القلق بارتفاع مخاطر الإصابة بالعديد من أنواع أمراض القلب: مرض الشريان التاجي، وفشل القلب، واضطرابات ضربات القلب مثل عدم انتظام دقات القلب.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التوتر إلى اعتماد الناس عادات غير صحية عندما يحاولون التغلب على هذه الحالة. وغالبا ما يشمل ذلك تدخين السجائر وشرب المزيد من الكحول والإفراط في تناول الطعام، وكل ذلك يمكن أن يؤثر سلبا على القلب ويزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية.
يمكن أن يسبب الإجهاد المفاجئ “متلازمة القلب المكسور”، التي تبدو وكأنها نوبة قلبية
واحدة من أكثر الطرق الدراماتيكية التي يمكن أن يؤثر بها الإجهاد على القلب هي “متلازمة القلب المكسور” والتي تعرف أيضا بـ”اعتلال تاكوتسيبو” ، أو اعتلال عضلة القلب الناجم عن الإجهاد.
وتقول لورين غيلستراب، طبيبة القلب في مركز دارتماوث هيتشكوك الطبي، إن هذه الحالة تشبه تماما النوبة القلبية، مع أعراض تشمل ألما في الصدر وضيقا في التنفس، لكنها حالة مختلفة تماما.
وتظهر هذه الأعراض فجأة، حيث أنها ناجمة عن حدث عاطفي مرهق، مثل الموت المفاجئ لأحد الأحباء. وتقول غيلستراب: “ظهورها ليس دقيقا. وقد يعتقد الناس أنهم أصيبوا بنوبة قلبية”.
ومع ذلك، هذا ليس هو الحال، حيث تحدث النوبة القلبية عند انسداد أحد شرايين القلب، بينما لا توجد عوائق كامنة لاعتلال تاكوتسيبو، وأسبابه الدقيقة غير معروفة، ولكن يُعتقد أنه مرتبط بارتفاع هرموني مفاجئ من استجابة الجسم للقتال أو الهروب.
وتقول غيلستراب: “يعد اعتلال تاكوتسيبو ظاهرة مختلفة اختلافا جوهريا عن النوبة القلبية. الشرايين تكون جيدة تماما وإمدادات الدم طبيعية، ولكن فجأة، القلب لا يضغط”.
وهذا يعني، فجأة، عدم ضخ كمية كافية من الدم في جميع أنحاء الجسم، وهو ما يعد قصور القلب الحاد. وعلى الرغم من أن الحالة تحدث فجأة، فقد لا يضخ القلب بكفاءة لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، على الرغم من أن معظم المرضى سيعودون إلى وظائف القلب الطبيعية في غضون شهرين.
وتقول غيلستراب إن معظم المرضى الذين يعانون من متلازمة القلب المكسور سيتم علاجهم ببروتوكول فشل القلب، بما في ذلك حاصرات بيتا وأدوية أخرى..
كيفية إدارة التوتر وتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية
يعد الحد من الإجهاد وإدارته من خلال التمارين الرياضية والهوايات جزءا مهما من الصحة العامة، وقد يحسن صحة القلب.
ومع ذلك، فإن إجراء تغييرات في نمط الحياة لتقليل التوتر أمر صعب للغاية بالنسبة للبعض. ولهذا السبب، توصي غيلستراب مرضاها بإلقاء نظرة واقعية على الضغوطات في حياتهم وتعديل ما يمكنهم فعله، دون القلق كثيرا بشأن ما هو خارج عن سيطرتهم.