اليمن: ثورة 26 سبتمبر وأهدافها الصورية في مهب الرياح

اثنين, 09/28/2020 - 07:38

أ. عثمان بن عبدالله السفياني
أنا هنا سأتكلم عن ثورة 26 سبتمبر وأنا حفيد ثائر بارز ومناضل جسور في هذه الثورة ، في البداية سوف أتطرق إلى أهدافها من منطلق الواقع الملموس قبل أن أتطرق إلى جانب التهميش والإقصاء لعدد هائل من الثوار البارزين الذي أصبحوا وتحول بهم الحال إلى ضحايا هذه الثورة بعد أن قدموا تضحيات جليلة لقيام الثورة لتحقيق أسمى الأهداف .
على كلاً دعونا نعود إلى اهداف ثورة 26 سبتمبر سداسية الأهداف، الهدف الأول يؤكد على التحرر من الاستبداد وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات ! هذا الهدف صفر على الشمال، الاستبداد قائم بطرق ممنهجة ،والحكم الجمهوري ظالم ومجحف في حق الشعب والثوار فقد ازداد الظلم والفساد سبعون ضعفاً مما كان عليه حكم الإمام ، أما الفوارق والامتيازات فحدث ولا حرج فقد أصبحت في متناول من تربعوا على السلطة بأستثناء فترة الشهيد الحمدي.
الهدف الثاني يؤكد على بناء جيش وطني لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها لكن الواقع يؤكد لنا الحقيقة “جيش العائلي لحماية شخص رئيس الدولة وحراسة عائلته ومكاسبهما.
الهدف الثالث يؤكد على رفع مستوى الشعب اقتصاديا واجتماعياً وسياسياً وثقافياً، للاسف لا شئ من هذا حدث ،النتائج في هذا الجانب بالسالب.
الهدف الرابع يؤكد على إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل مستمد أنظمته من روح الإسلام ، ولكن الحقيقة أيها السادة الكرام التي تعايشنا معها تؤكد أن الديمقراطية في بلادنا صورية ظاهرها شعارات رنانة لإرضاء الشارع وباطنها الديكتاتورية قمعية وتصفية حسابات واغتيالات واعتقالات.
إلى هنا سأكتفي بسرد فشل تحقيق الاهداف الأربعة أعلاه ، وسأترك الهدفين الخامس والسادس للقارئ الكريم للتمعن ومقارنته بواقعنا اليوم.
وبالتالي لماذا كل هذا الضجيج والتمجيد لهذه الثورة في الوقت الذي يرافقها فشل أهدافها حتى اليوم.
سؤالي للكثير من الأشخاص الذين يطلقون انتقاداتهم الحادة علينا بأستمرار بقولهم أنتم أبناء وأحفاد ثوار ومناضلي ثورة 26 سبتمبر. ماذا تنتظروا منا يا كرام أن نقول عن ثورة ثلثي أهدافها حبراً على ورق؟ ماذا تريدوا منا أن نقول عن ثورة همشت التضحيات الجليلة والنضال المرير لاجدادنا الثوار ومارست الاقصاء في حقهم كشخصيات فاعلة ومؤثرة؟ هل يرضيكم أن نمجد ونتغنى بذكرى ثورة لم تحقق لنا كشعب شي مما نريده؟ هل سيرضيكم إذا قرعنا الطبول لتمجيد ثورة ركب سفينتها أشخاص (حتى وإن كانوا ثوار) على حساب دماء وتضحيات آباءنا واجدادنا وحولوا الثورة إلى مكاسب شخصية.
عفوا دماء وتضحيات آباءنا واجدادنا غالية ليست للبيع والشراء.
الرحمة والخلود على أرواح ثوار 26 سبتمبر.
باحث ودبلوماسي يمني

الفيديو

تابعونا على الفيس