لِمَنِ النجاةُ وقدْ رسَت وبها طمَعْ
أمّ القشاعِم لا تَحيدُ ولا تدَعْ
تودِي بنا عَبثا وتَخْبِطُ ذَيْلَها
وحْشٌ مِن الزَّمن التَّلِيد لَه فَزَعْ
أرْخَتْ بِكَلْكَلِها ورَجَّ شَخيرُها
أرْجاء كَوْكبِنا تَخَطَّفَهُ الجَزَعْ
رحماكَ رَبَّ كَبيرةٍ وصغيرةٍ
والَهَ مُنكِرَةٍ ومَنْ صَقلَ الوَرَعْ
مِنْ أينَ فَحَّ فَحِيحُها وتَرَيَّقَتْ
تاجًا بأحْمَرَ مِنْ دَمٍ وبِه اللَّذَعْ
مِن أين سُمُّ سُمومِها ولَواصِقٌ
تُرْدِي وتُطعِم نَسْلَها وَبِهِ شَبَعْ
ماهَا لَها كَفَنٌ بِعَرْضِ سَمائِنا
وجُسومُنا جُثَثٌ تَخَطَّفَها الوَجَعْ
ما راعَها طِفلٌ ولا نظَراتُهُ
لأِبٍ تُغالِبهُ الدُّموعُ بِه ِ صَرَعْ
قصَفَت كصَاعِقةٍ عُلومَ زَمانِنا
وبِهَيْدَبٍ خَنقَتْ يُحَرِّضُها الجَشَعْ
وحْشٌ وإنْ صَغُرَتْ أهِيَّ خُرافةٌ؟
أسْطورةٌ تَفشُو ولَيسَ لها رَدَعْ
حَتَّى إِلامَ فُجورُها بِحَضارةٍ
ونَكالُها بِخليقةٍ وبِها وَلَعْ
أهُوَ الْفَناءُ بأصْغرٍ مُتَصاغِرٍ
لِحضارةٍ عُظمى تُنِيرُ بِها اللُّمَعْ
حتَّى إذا صَعدتْ إلى مَلَكُوتِها
ارْتَجَّها دَرَكٌ فبَانَ لهُ خَدَعْ
يا أخْتَ مَهْلَكةٍ وبِنتَ رَزِيَّةٍ
تلْهو بِمَقْبَرةٍ يُراقِصُها الدَّلَعْ
كُفِّي فما خُلقت لِتقتُلَها الصُّدَف
أجْناسُنا وفَناؤُها قَدَرٌ يَقَع
لَكِ عُرْيُكِ ولَنا رِداءُ قُرونِنا
وعُلومُنا أبَدا تُصِيبُ وَقُطَّعُ
وسَينْجَلِي قَمرًا يُحيطُ به الضِّيَا
سِرٌّ تَظلُّ لهُ القُرُونُ تُرَجِّعُ
مِن أين؟ كيْف؟ وهلْ لها أخواتُها؟
مَن ذا يَكِيدُ لنَا وقلْبُهُ مَاتِعُ؟