الصيام "الآمن" للحامل مرهون بحالتها الصحية، وأحيانا تصادف الحامل مشاكل نتيجة للصوم، كما ينتاب القلق بعض النساء من الصيام في رمضان أثناء شهور حملهن خوفاً من تأثير ذلك على صحة الجنين
ويقول الأطباء إن الاعتدال والأخذ بالأسباب هو الموقف الصحيح، وفي الواقع لا يوجد مانع من صيام المرأة الحامل، إن اتبعت بعض الإرشادات المهمة، على أن تراجع الطبيب إذا ما تعرضت لأية مضاعفات، فاحتياجات المرأة الحامل تختلف عن غير الحامل، من حيث العناصر الغذائية المختلفة التي تزيد بشكل لافت عنها في غير فترة الحمل.
وعلى سبيل المثال تحتاج الحامل إلى نسبة 30% من البروتينات أكثر من المرأة العادية، كما ترتفع حاجتها للسعرات الحرارية لتوليد الطاقة التي يحتاجها الجنين، ولهذا يجب أن تركز المرأة الحامل في شهر رمضان بالذات، على الأغذية التي تحتوي على البروتين مثل اللحوم، سواء البيضاء أو الحمراء، والبيض، إلى جانب تناول الخضراوات الطازجة والتقليل من النشويات.
ويجب ملاحظة أن الحالة الجسمانية والصحية للمرأة الحامل ليست واحدة أثناء فترات الحمل المختلفة، فشكل جسمها واحتياجاتها وحجم ونمو الجنين، كل هذا يمر بعدة مراحل مختلفة، ويمكن أن نقسم مراحل الحمل إلى ثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى
وهي الثلاثة أشهر الأولى من الحمل، وفي هذه المرحلة يبدأ الإخصاب ويبدأ الجنين في النمو داخل الرحم، وفي هذه الفترة تكون الحامل معرضة لعدة مشاكل منها: الغثيان والقيء والقلق والإحساس بالتعب، وهذا نتيجة لتفاعل جسمها مع هورمون الحمل الذي يستمر إفرازه بمعدلات متزايدة خلال الفترة الاولى للحمل. وقد يؤدي هذا التقيؤ في بعض الحالات الى الإصابة بالجفاف، وتحتاج بعض النساء للرقود بالمستشفى لعدة أيام للحصول على سوائل عن طريق الوريد، والمرأة الحامل معرضة للجفاف أكثر من المرأة في الوضع الطبيعي.
فهذا من الممكن أن يؤدي إلى هبوط في ضغط الدم ويؤدي إلى هبوط في نسبة السكر بالدم، فلذلك في هذه الفترة تنصح المرأة الحامل التي تعاني من مشكلة القيء بألا تصوم وأن تشرب كميات كبيرة من السوائل، لأن الجفاف لديها يؤثر في صحة الجنين.
- المرحلة الثانية
تبدأ من الشهر الرابع حتى الشهر السادس، وفي هذه الفترة يطرأ تحسن في صحة المرأة، وهذه الفترة تعتبر أفضل مرحلة إذا رغبت الحامل بأن تصوم، ولكن في هذه المرحلة من الممكن أن تواجه بعض النساء ارتفاعاً في ضغط الدم وهبوطا في نسبة السكر.
- المرحلة الثالثة
تستمر من الشهر السادس حتى الشهر التاسع، وهذه المرحلة تعتبر من أصعب مراحل الحمل، فحجم الجنين يبدأ بالزيادة، مما يزيد العبء على المرأة، وكمية الماء تبدأ بالزيادة، ويطرأ ارتفاع في ضغط الدم، وهناك بعض النساء اللواتي يصبن بتسمم الحمل نتيجة ارتفاع ضغط الدم، فالمرأة الحامل عليها في هذه الفترة استشارة الطبيب في الصيام، لأن الإهمال في تناول السوائل والحديد والغذاء الكافي قد يضر بشدة بصحتها وبصحة الجنين في هذه الفترة.
أعراض مهمة للمرأة الصائمة الحامل قد تجبرها على الإفطار
ومن هذه الأعراض انخفاض الضغط، والشعور ببرودة الاطراف، والغثيان، وعدم القدرة على القيام بأي مجهود، أو الشعور بأوجاع في الظهر والبطن، التي من الممكن أن يترتب عليها إجهاض أو ولادة مبكرة.
إذا شعرت الحامل بهذه الأعراض فعليها بالإفطار وعدم اكمال صيامها واللجوء للطبيب إذا لزم الأمر.
ظروف تمنع صيام الحامل
هناك بعض الحالات التي يمنع فيها الصيام للمرأة الحامل ومنها:
إذا كان الجنين لا ينمو بشكل طبيعي، أو في حال كانت الحامل تعاني من مرض السكر وتأخذ جرعات أنسولين، لكن اللاتي استطعن ضبط مستوى السكر فيمكنهن الصيام تحت إشراف الطبيب. والمرأة الحامل التي تعاني من أمراض القلب وتأخذ أدوية للسيولة لا تصوم، كذلك من تعاني من مضاعفات الأنيميا، مثل إصابات فطرية أو ميكروبية بالجهاز التنفسي يجب عليها الإفطار للحصول على جرعات من الفيتامينات وأحياناً تحتاج إلى نقل دم.
أما الحامل التي تعاني من أنيميا بسيطة فيمكنها الصوم، مع تعويض نقص الحديد في الإفطار بالإكثار من تناول البيض واللحوم مع تناول الأدوية، أما إذا كان الجنين سيتعرض لأذى فيجب عليها الإفطار.
الغذاء المثالي للمرأة الحامل
المرأة الحامل بحاجة إلى كميات إضافية من المكونات الغذائية وخصوصاً الغذاء الذي يحتوي على الحديد والكالسيوم، اضافة إلى جرعات زائدة من المغنيسيوم، وذلك بحسب حاجة الحامل إليها، والتي يحددها طبيبها المعالج، ويجب على الحامل تناول الأغذية التي تحتوي على البروتين مثل اللحوم، سواء البيضاء أو الحمراء، والبيض، إلى جانب تناول الخضراوات الطازجة والتقليل من النشويات.
أطعمة يجب تجنبها
على الحامل في رمضان تجنب الأطعمة التي تحتوي على البهارات والتوابل الحارة، والتقليل من تناول المياه الغازية والشاي والقهوة، وعدم الإكثار من الحلويات حتى لو كانت معتادة على ذلك، حتى لا يزداد وزنها إلى أكثر من 13 كيلوجراماً على مدى شهور الحمل التسعة.