كيف يجب أن يتعامل غزواني مع النخبة السياسية في البلد؟ سؤال محرج يطرح نفسه وعلى أساسه قد تقاس جدية غزواني في تحقيق ما أطلقه من وعود وما بشر به تنمية وازدهار، والإجابة العملية على هذا السؤال من طرف رأس السلطة ينبنى عليها ما ستئول إليه التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلد.
ما من شك في أن غزواني وقد تقلد منصب رئيس الجمهورية بعد تدرج طويل في المناصب العسكرية التي تحتك في موريتانيا بالسياسة والشأن العام، يعرف حقيقة تلك النخبة التي تلونت كالحرباء منذ تجربة حزب الشعب الأولى مرورا بهياكل تهذيب الجماهير فالحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد لاحقا (prdr سابقا) وصولا إلى تمجيد انقلابات 2005 و 2008 ووصفه بحركة التصحيح ثم التطبيل لاحقا للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز حتى وصفه أحدهم بأنه هو "من آمن الموريتانين من خوف وأطعمهم من الجوع" واليوم لايجد من يناصره وقد لاحقته تهم الفساد وتبديد المال العام.
ليس السؤال عن ما إذا كان غزواني يجب أن يثق في نخبة كهذه بل السؤال عن ما إذا كان بإمكانه تجاوز كل تلك الأساليب وإبعاد كل أصحاب فلسفة التملق وإشراك التكنوفراطيين في تسيير الشأن العام وإخماد جذوة التملق وإصباغ السياسة بلبوس الأخلاق والقيم والمبادئ، وهي مهمة صعبة لاشك على نخبة تعودت النفاق والتملق والتطبيل والتمجيد لمن يجلس على كرسي الحكم بغض خلفيته ومستواه العلمي وجديته في تسير ثروات البلد وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامةV