بعد تحفظ في البدء، أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم استعدادها للتعاون مع روسيا بشأن اللقاح الجديد ضد فيروس كورونا المستجد، وقد تحصل دول العالم الثالث على اللقاح ما بين خمس الى عشر مرات أقل من أسعار لقاح الشركات الغربية، وبالخصوص الأمريكية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا توصل بلاده الى اللقاح ضد فيروس كورونا والبدء في تلقيح العاملين في قطاع الصحة ثم التعليم وبعدها قطاعات رئيسية.
وأطلق على اللقاح الجديد “سبوتنيك في” في استعادة لأمجاد الماضي عندما فاجأت موسكو العالم في الخمسينات بأول قمر اصطناعي يتم إطلاقه في الفضاء.
وبعدما تحفظت في البدء على الإعلان الروسي، عادت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء الى الترحيب وإبداء نيتها التعاون مع موسكو بشأن اللقاح الجديد. ويبدو أن تغيير منظمة الصحة العالمية لرأيها يعود الى احتمال توصلها بمعطيات تبرز مصداقية الإعلان الروسي بعدما تبين أن العلماء الروسي أجروا التجارب على آلاف المواطنين من مناطق مختلفة من روسيا. ونظرا للمساحة الكبرى لروسيا والتنوع البشري بين سيبيريا في أقصى الشمال الشرقي الى سان بطرسبرغ غربا وحتى الشيشان جنوبا، يكتسب اللقاح ميزة التنوع الإثني الذي تنص عليه الشروط العلمية.
وبعد ترحيب نصف العالم باللقاح الروسي وبدء دول في المفاوضات مع موسكو لاقتنائه، أعربت الدول الغربية عن تشكيك غريب بدل الترحيب المتحفظ، ويشكل الإعلان الروسي خسائر بعشرات المليارات من الدولارات للشركات الغربية، وكانت الشركات الغربية تفكر في أسعار تتجاوز الخمسين دولار الى المائة لكل لقاح في المرحلة الأولى، لكن روسيا بدون شك قد تبيعه بأقل بكثير للجرعة.
وقد تقدم روسيا على إجراء شجاع وهو تسهيل وصفة صناعة اللقاح لعدد من دول العالم مثل الصين والهند وباكستان وأندونيسيا والبرازيل أو بيع حقوق التصنيع بأسعار معقولة لتمكين مواطني العالم من اللقاح لمواجهة الموجات المقبلة من الفيروس.