على مدار الأسبوعيين الماضيين، تصدر وسم “جريمة فيرمونت” موقع التواصل الاجتماعي تويتر، حيث تداول مئات من المغردين رواية مزعومة حول اغتصاب فتاة من قِبل مجموعة أشخاص بعد حفل راقص داخل الفندق الشهير.
وجاءت الواقعة المتداولة في التغريدات أنه في عام ٢٠١٤، قام مجموعة من الشباب أثناء حفل في فندق فيرمونت بتخدير بنت بمخدر GHB الذي يؤدي لفقدان الوعي، ثم تناوبوا اغتصاب البنت في غرفة في الفندق، وقاموا بتصوير نفسهم بالفيديو، “كل ما البنت كانت بتفوق وتطلب مياه كانوا بيدوها مزيد من المخدر لإفقادها الوعي من جديد، وبعدين قاموا بحفر الأحرف الأولى من أسمائهم على جسدها لابتزازها وتخويفها ومشاركة الفيديوهات مع أصدقائهم ومعارفهم للتباهي”.
وحسب المغردين، فإن صفحة Assault Police (شرطة الاعتداءات) -تسببت في القبض على أحمد بسام ذكي- على موقع “إنستجرام” نشرت بعض تفاصيل الواقعة وصور وأسماء المشتبه بهم، يتحفظ مصراوي على نشرها.
ادعى بعض المغردين أن المشتبه بهم استغلوا نفوذ عائلاتهم للتعتيم على الواقعة وإغلاق صفحة Assault Police التي اعتبروها المنصة الأهم لفضح المتحرشين والمغتصبين.
ووصف مغردون الفيديو المتداول لديهم عن الواقعة بأنه بشع ومستوى التباهي بالجريمة “مرعب”، مطالبين بالقبض على المشتبه بهم في الواقعة.
لكن على وسم (هاشتاج) حمل اسم “تشهير بدون أدله” رفض مغردون الرواية المتداولة عن اغتصاب فتاة الفيرمونت، قائلين إنها حملة تشهير للمشتبه بهم في الواقعة دون دليل واحد أو بلاغ رسمي للجهات المختصة حتى الآن، فيما هاجم المتضامنين مع الرواية الهاشتاج قائلين “إنه مدفوع بدون معلومة للدفاع عن المتهمين”.
من جانبها، أعلنت إدارة فندق فيرمونت نايل سيتي أن الفندق على دراية ويتابع ما يتداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن حادثة الاغتصاب، التي قد تكون وقعت بالفندق أثناء حفل خاص بأحد منظمي المناسبات والحفلات في عام 2014.
وأضاف الفندق في بيان تم نشره عبر حسابه علي “تويتر” أنه “تم التواصل على الفور بين فريق عمل الفندق بالمجموعات المسؤولة عن تلك الأخبار لتقديم المساعدة والدعم، حيث أن من أهم أولوياتنا المحافظة على سلامة أمن ضيوفنا وزملائنا”، مؤكدة التزامها بمساعدة السلطات والجهات المعنية المخولة في حال فتح تحقيق رسمي.
الإعلامية رضوى الشربيني كانت أبرز المعلقين على واقعة الاغتصاب الجماعي المزعومة، إذ غرَّدت على تويتر “المغتصبون في واقعة الفندق الشهيرة، بعد استخدام جميع وسائلهم من التهديد والوعيد، اللى مجبش نتيجة خالص، كل واحد فيهم بدأ يلزق التهمة في التاني، ويكلموا ناس تكلم ناس عشان محدش يجيب سيرتهم”.
وأضافت “الحقيقة هي مش فارق أنتم مين وعددكم كام، اللي فارق أنه اللي ليها حق تاخده.. وهتاخده بإذن الله، كل اللي مطلوب من كل ضحية تم اغتصابها في واقعة الفندق الشهيرة أنها تروح وتبلغ، واللي عنده شهادة أو دليل يروح ويقدمه، العيال دي لو ماتجبيتش هيبقى عشان محدش قدم بلاغ رسمي مش عشان هما مسنودين”.
وتابعت “روحوا قدموا مكتب النائب العام مفتوح لينا كلنا، واللي مش عايز المجلس القومي للمرأة موجود”.
جانب آخر من القصة جاء في منشور للمحامية نشوى صفاء الدين زعمت فيه “أن قصة الاغتصاب الجماعي ملفقة من قِبل ابنة فنانة شهيرة لانفصالها عن أحد المتهمين، وأن أسماء الشباب المذكورين في الواقعة ناجحين في أعمالهم ولا دليل على ارتكابهم الواقعة”، ولفتت إلى أن إدارة تطبيق فيسبوك مسحت منشورها لاحقًا.
وفي تصريحات صحفية، رفضت الفنانة الشهيرة الرد على ما جاء في منشور “صفاء الدين”، قائلة “هستشير المحامين وبعدها أرد”.
بدوره، أكد المجلس القومي للمرأة أنه يقف بجوار كل سيدة وفتاة تتعرض لأي شكل من أشكال التهديد من خلال تقديم سبل الدعم اللازم، ويهيب المجلس بمن تتعرض لمثل تلك التهديدات بالتواصل مع المجلس من خلال رقم مكتب الشكاوى ” 15115 ” حتى يتم اتخاذ اللازم، كما طالب المجلس كل فتاة وسيدة تتعرض للمضايقات والتهديدات بسرعة الابلاغ عن طريق آليات الإبلاغ الرسمية للأجهزة المختصة بوزارة الداخلية والنيابة العامة.
وحتى الآن، لم تعلن النيابة العامة عن تلقيها أي بلاغات رسمية بشأن الواقعة المتداولة، وخصصت الرقم (01111755959) لتلقي الشكاوى عبر تطبيق واتساب.
وأكد المحامي بالنقض أحمد الجنزوري في تصريحات لمصراوي أنه يحق للنيابة العامة التحقيق في الواقعة المتداولة لاستبيان حقيقتها، وبيان مدى صحتها من عدمه لأنها الأمينة على الدعوى الجنائية.
وتختص النيابة العامة دون غيرها برفع الدعوى الجنائية ومباشرتها، ولا ترفع من غيرها إلا في الأحوال المبينة في القانون، ولا يجوز ترك الدعوى الجنائية، أو وقفها أو تعطيل سيرها إلا في الأحوال المبينة في القانون، بحسب قانون الإجراءات الجنائية.