أعلنت الحكومة الجزائرية، السبت، إطلاق ورقة نقدية جديدة من فئة 2000 دينار تضم لأول مرة صور مفجري ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962).
جاء ذلك مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء عبد العزيز جراد، بحضور وزير المالية أيمن بن عبد الرحمن، بحسب ما تابعه مراسل الأناضول.
ويظهر في الورقة النقدية الجديدة (تعادل قيمتها 16.6 دولارا)، صورة لـ”مجموعة الست” التي فجرت ثورة نوفمبر/تشرين الثاني لتحرير الجزائر عام 1954، بعد شهر من اجتماع 6 مناضلين بالعاصمة لبداية الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي.
وتضم المجموعة، كلا من العربي بن مهيدي، ورابح بيطاط، ومصطفى بن بولعيد، وديدوش مراد، وكريم بلقاسم، ومحمد بوضياف.
وفي المؤتمر ذاته، تم إطلاق قطعة نقدية من فئة 200 دينار (1.66 دولار)، تحمل صورة الشهيد أحمد زبانة، المعروف باسم “زهانة”.
وأحمد زبانة، كان أول شهيد في ثورة التحرير الجزائرية ينفذ فيه الاستعمار الفرنسي، حكم الإعدام بواسطة المقصلة (فصل الرأس عن الجسد بواسطة آلة قاطعة)، وذلك في 19 يونيو/حزيران 1956.
وقال رئيس الوزراء الجزائري في المؤتمر ذاته، إن “العملة الوطنية رمز من رموز السيادة؛ لذلك وجب أن تعبر الأوراق والقطع بصدق عن تاريخ البلاد”.
وأضاف جراد أن “إطلاق هذه الورقة والقطعة النقدية بصورة مفجري ثورة التحرير وشهيدها (الأول)، هي امتداد لعملية استرجاع جماجم قادة المقاومة الشعبية من فرنسا”.
والجمعة، استعادت الجزائر، رفات 24 من قادة “المقاومة الشعبية” ضد الاستعمار الفرنسي في القرن التاسع عشر، وذلك بعد مفاوضات بدأت عام 2016، دون تفاصيل عن إحصاء شامل بعدد الجماجم وما وصل منها.
وتعالت أصوات في الجزائر منذ سنوات، مطالبة بتغيير العملة الحالية (الأوراق والقطع النقدية)، التي يضم العديد منها صورا لحيوانات غير موجودة أصلا في البلاد، وتعويضها بصور لزعماء وقادة تاريخيين.
وتطالب الجزائر، منذ سنوات، فرنسا بالاعتراف والاعتذار والتعويض عن جرائمها الاستعمارية، لكن باريس تدعو في كل مرة بطي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل.