تعجبني الجرذان رغم صغر حجمها لاتتئد ولا تستكين ولاتصرفها العوادي عن مصلحتها وإن تكالبت لحد الجنون .
وأعجب شيء فيها أن أعناقها تشرئب إلى أمور ربما تلقى حتفها وهي في الطريق اليه لكنها تصمد مناضلة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
لست في مزاج يسمحلي بإلقاء التحية على أصحاب المبادئ ورافضي الانبطاح وذلك لأنني قادم من "بستيل"الاعلام حيث تحبس الأنفاس وتمنع الببغاء من التقليد وتحرم الحرباء من تغيير لونها حيث يجلد النساك ويقبل الزناة .
قادم من عند قوم لم يستجيبوا لذي القرنين حين سألهم زبر الحديد ليجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج ردما.
ليس لأنهم لايريدون بل الخوف لايريد انتزاع سهمه من قلوبهم ولا يريد الاجهاز عليهم فأصبحوامثل سيزيف.
ولربما يسألني أحد المناضلين لم جئت وتركتهم وراءك ؟ الجواب هويابن أم خشيت أن تقول أتيتني بالمنبطحين.
نعم هم كذلك اختاروا الشهرة على الكرامة وأعجبهم خوار عجل السامري فآثروه على النضال .
آثروه على تشكيل نقابات قادرة على انتشالهم من أيادي البارونات الساديين الذين امتهنوهم وجعلوا منهم عبيدا رغم مستواهم العلمي .
أما أنا فكما يقول الشاعر
فكانت ضروع الخير جفت بقبضتي .... فلما وأدت الشر عني درت
وكما أضاف أيضا
وذاتي عن ذاتي بذاتي تسلت... ونفسي عن نفسي لنفسي تصدت
ها أنا واقف أدعوللانتفاضة وأكفر بنقابة الصحفيين العتيقة إن جاز التعبير.
فهبوني إن شئتم مجنونا أوخارجا عن الطاعة ,لكن عن أي طاعة تتحدثون ؟هل أطيع من لايحميني من الذل؟ من يدعني في دهاليز الخوف دائم القلق مثل "بانكيمون"؟
أنا أدعوللنضال وللتغيير الجذري إن أمكن ذلك فبذلك نحصل على حقوقنا المسلوبة فكما يقول "بروتلت برشيت" من يناضل ربمايخسر ومن لم يناضل فهو خاسر في كل الأحوال.
كما ادعو إلى الاجتماع على قلب رجل واحد لنكون نارا تلتهم سفح سوق النخاسة حتى يصل اللهيب إلى ذراه .
يقول دكتور محمود العقاد "كن نارا لاتكن حريقا فلايكفي أن تكون في النور كي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ماتراه "
فخذوا قميصي والقوه على وجه اخوتي لعلهم يبصرون ما في النور.