رمضانا كريما سيدي....
رمضان هو فرصة مواتية لتذكر الطيبين ,لتذكر الذين لم تشغلهم المناصب عن التقوى والورع وتكثيف العبادة وتمحيضها للخالق الذي لا شريك له,رمضان هو فرصة لتذكر مسغارو الإنسان الذي نذر وجوده للعبادة متمثلة في الصلوات والصدقة ,والدنو من المنسيين والفقراء ,مسغارو الذي ظل شعاره دائما "بابي مفتوح لكم متى احتجتم إلي فادخلوا" عرف قدره فجلس دونه ,تواضع ولبى دعوة الملهوف,وأجار المستجير ,لا يريد بذلك مدحا ولا جزاء ولا شكورا ,شعاره :" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا"
أنا أعرفأنه لا يريد شكرا ,لكن قلت لكم دائما إ ن لي قلما لا يرتاح إلا إذا عبر عن ما في مكنوني من محبة اتجاه هذا لرجل .
كثيرون هم المسؤولون في هذا البلد ,لكن صفات مسغارو له وحده
في رمضان من كل سنة تحملني الذاكرة إلى بساطته وهو يوزع الابتسامات على الجميع ,ويعطي دون خوف الافتقار ,مسغارو سليل أسرة الخير والشرف ,يجسد الإنسانية بكل معانيها ,لا يريد علوا في الأرض .
اللغة تبدو ضيقة المقاس كلما همَ بي الحنين إلى الكتابة عنك سيدي ,لكن اتساع أخلاقك وفيض محبتك ,يجعل المجاز والبلاغة مفتوحين لك ولصفاتك الجمة .
هذه المرة جئت لأكتب عنك في رمضان ,شهر الخيرين وفي لياليه العشر الأخيرة التي أعرف جيدا أنك مهتم بها لعلاقتك بالله ,أنت تصوم ابتغاء مرضاة الله ,وتتصدق ابتغاء مرضاة الله ,وتحب ابتغاء مرضاة الله ,وتعدل بين الناس ابتغاء مرضاة الله لا تخاف في الله لومة لائم ,ولا تأخذك الحمية في ألا تعدل.
أنت لا تنحاز لأحد لأنه ينتمي لقبيلتك أو لجهتك ,بل لإنسانيته وأحقيته في الانحياز
أينما وجد مسغارو وجد العدل ,هذه الجملة لست أنا من ابتكرها ,أو صاغها لمدحك ,لكنه الواقع الذي يعرفك برا تقيا,لكنهم الذين عدلت بينهم وبثيت السرور في أفئدتهم ,لكنهن اللواتي أفرحتهن بكشف غمة عنهن وعن أبنائهن الفقراء ,كلما ادلهم ليل وعجز الفقراء عن توفير حاجاتهم قصدوا بابك المشرع أمام جميع الألوان والجهات ,بابك للموريتانيين بشتى انتماءاتهم وأطيافهم في جميع الفصول ,خاصة في رمضان الذي تضاعف في الأعمال .
"شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍۢ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍۢ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
لقد فهمت معنى هذه الآيات وجسدتها في أفعالك ,أن لا تقول كثيرا ,لكنك تفعل كثيرا ,وهذه لعمري هي صفة الخيرين أهل الله أمثالك
كل عام وأنت والأسرة الكريمة بخير ,حفظكم الله من كل شرور