صفاء الجعبري
رغم ملاحظاتي على الدور الايراني في عدد من الدول العربية الا أن الحركة السياسية والنظم الايراني في التعامل مع الأصدقاء والأعداء يستحق التوقف والتأمل، خاصة بعد أن استطاع الايرانيون تحريك الداخل الاسرائيلي وتفجيره في وجه نتنياهو، كما أشار الى ذلك عدة من كتاب الصحف الاسرائيلية بناء على معلومات استخباراتية اسرائيلية لا تقبل الشك كما قالوا.
الاشتباكات مؤخرا في الكيان الاسرائيلي بين يهود الفلاشا والشرطة الاسرائيلية باغلبيتها أدت الى مقتل بعض الأشخاص وجرح العشرات وخسائر مادية قدرت بالملايين من الدولارات.
ما ذكره الكتاب الاسرائيليون حول الدور الايراني في تفجير الشارع الاسرائيلي أكده لي قيادي في حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية التقيته خلال مؤتمر مناهض لصفقة القرن في بيروت الشهر الماضي، وحدثني بما لا يصدق عن الحرب المفتوحة على كل الصعد بين ايران والكيان الاسرائيلي وفي كل الساحات، وعن شكل التعاون بين ايران والمقاومة الفلسطينية لكسر اسرائيل، ومن ذلك التعاون في الحرب السيبرانية التي قال ان ايران تعتبرها حرب القرن، بالاضافة الى جهدها في اختراق الساحة الداخلية للعدو ويقصد به امريكا واسرائيل وحلفائهم.
مما قاله لي القيادي الجهادي والذي اتحفظ عن ذكر اسمه بناء على طلبه أن مرشد ايران علي خامنئي قال لهم في لقائهم الأخير بطهران بأن سنوات اسرائيل باتت معدودة قد لا تتجاوز العقد الواحد، وأن عليكم ان تكونوا مستعدين لتشكيل الحكومة الفلسطينية في القريب وعلى أراض محررة داخل مناطق 48، وهنا بحسب كلام عضو وفد الجهاد الى طهران فقد حصل نقاش مع المرشد الذي يتحدث العربية بطلاقة حيث لم يحتج السيد زياد نخالة قائد الحركة لمترجم، فسأل خامنئي كيف نفهم ذلك وهل هناك من معطيات؟ رد عليه المرشد بشرح مقتضب عن قدرات جبهة المقاومة كما يحب ان يسميها من ناحية، ومن ناحية اخرى تحدث باسهاب حول العوامل الداخلية في الكيان الاسرائيلي التي ستدمره من الداخل والتي هيئت للتفجير رويدا رويدا، شارحا كيف استغلت ايران هذا الجانب في نسج العلاقات مع العمق الاسرائيلي بنفس القدر التي تحارب به ايران من الداخل واحداث القلاقل فيها، وقد صدقت بالفعل توقعات خامنئي بعد أقل من شهر على كلامه، ووقعت الاضطرابات بين اليهود الغربيين والافارقة، وكذلك المشكلات العقيمة بين الاحزاب الاسرائيلية وداخل الحكومة.
وما نقل عن خامنئي يذكر باستهداف علماء نوويين وجنود من الحرس الثوري داخل الاراضي الايرانية، وقد وصل الرد الايراني لتجنيد وزير اسرائيلي سابق يقضي في السجن حاليا بعد أن زود الايرانيين بمعلومات غاية في الحساسية فضلا عن اختراق الامن الالكتروني الايراني لهاتف نتنياهو شخصيا وسرقة كل معلوماته، وهنا يتابع القيادي الجهادي ان الوفد الفلسطيني زار مركز الحرب الالكترونية ضد اسرائيل بطهران ويعمل به الاف الموظفون ممن يتقنون العبرية لغة عدوهم، وهم انفسهم استطاعوا تحريك الشارع الاسرائيلي الافريقي ضد حكومة اسرائيل، بدأت من خلال انشاء صفحات هؤلاء العناصر بالعبرية على فيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع التواصل، فضلا عن مئات يهود الفلاشا المتعاونين مع الايرانيين ويعملون لصالحها في مدن فلسطين المحتلة، ولا عجب كما أرى في هذه المعلومات بعد ان اعلن القضاء الاسرائيلي أنه اعتقل في السنوات الماضي عددا كبيرا من اليهود المجندين لصالح ايران من بينهم وزير سابق وقيادات عسكرية رفيعة فما المشكلة في استغلال الأوضاع السيئة ليهود الفلاشا داخل الكيان والتاثير عليهم؟
ليت دولنا العربية تنهج الأساليب الايرانية في بناء قدراتها الذاتية ومواجهة أعدائها، ومشهد الجنود الايرانيين في مياه الخليج العربي وهم يقيدون جنود المارينز الامريكي ويحتجزون الناقلات ردا على حجز ناقلات ايرانية يرضي غرور أي مواطن حر وطني شريف في أي بلد عاني من النهب الامريكي لمقدرات الامة، ومن الاجرام الاسرائيلي في كل مكان.
ناشطة فلسطينية ضد التطبيع