الدكتورة حسناء نصر الحسين
تخط سورية مع نهاية العام التاسع للحرب الكونية عليها الخطوط الأخيرة لتعلن النصر المؤزر على دول العدوان وافشال مشاريعهم التي كان عنوانها الأبرز التقسيم والتجزئة للجغرافية السورية لتكثر الرايات التي تواجه راية الجمهورية العربية السورية وتعمل جاهدة لأن تحل محلها …ومع كل راية خطة ورواية تعاملت معها الدولة السورية بالمقاومة والصمود الذي أنتج النصر
أعوام تسع على بدء الشرارة الأولى لمخطط صهيوني أمريكي غربي تركي بعمالة عربية على الدولة السورية لتكون اقذر حرب عرفها العالم تداخل فيها المتناقضات وحلل فيها المحرمات … فالارهاب كان ومازال العصى التي تضرب فيها دول العدوان الدولة السورية لتحقيق الديموقراطية للشعب السوري …
فكانت حقوق الإنسان تحقق عبر حرية الإرهابي في استخدام الساطور تارة وأخرى صاروخ التاو ..
تسع أعوام من الصمود للدولة السورية كانت كفيلة بتعرية أسياد المؤامرة وإسقاط كل الأقنعة لتتساقط واحدة تلو الأخرى فأمريكا تريد أمن الكيان الصهيوني وسرقة ثروات الدولة السورية وما التواجد الأمريكي في شمال شرقي الفرات إلا لضمان سرقة النفط السوري … اما اسرائيل القلقة على وجودها من محور المقاومة تريد تفكيك الجغرافية السورية إلى كانتونات تتصارع فيها الايدولوجيات لتتحول حينها اسرائيل الى سيدة الشرق الأوسط الكبير … والتركي الذي ينظر إلى الدولة السورية بتعطش لإحياء امبراطورية أكل عليها التاريخ وشرب …
أعوام تسع من الحرب الكونية على سورية حيث كان اهم أهداف هذه الحرب القضاء على الجيش العربي السوري واستنزافه بالحرب مع الارهاب …. لتثبت هذه الأعوام أن هذا الجيش انتصر بعقيدة وثبات وقادر أن يستمر بالدفاع عن بلاده حتى تحرير آخر حبة تراب .
أعوام تسع من التضحيات والنضال غيرت وجه خارطة دول العدوان لتكون سورية نقطة المركز الذي ترسم التحولات الكبرى في المشهدية الدولية والاقليمية .
حيث فشلت دول العدوان في تحقيق أهدافها بتغيير وجه المنطقة والقضاء على محور المقاومة …
لتودع سورية هذا العام بالنصر في معارك إدلب وريف حلب وريف حماه لتسجل علامة فارقة في معركة سراقب لتدق المسمار ما قبل الاخير في نعش دول العدوان عبر القضاء على اذرعهم الإرهابية.. وهنا لابد من التعقيب على كلام الأمين العام للأمم المتحدة السيد انطونيو .. ان الامم المتحدة لن تسمح بارتكاب المزيد من الجرائم في سورية .. مع دخول الحرب عامها العاشر .. نتمنى أن تقوم هيئة منظمة الأمم المتحدة بدورها في وقف الجرائم ومحاسبة الدول الراعية للارهاب … والوقوف عند رغبة الدولة السورية بالحل السياسي وتقوم بممارسة أهدافها التي بنيت الهيئة على أساسها وأهمها حفظ الأمن والسلم الدوليين لا ان تكون أداة بيد الدول الراعية للارهاب الذي يشكل خطرا على العالم باسره وان تقوم بالمهام المنوطة بها واهمها عدم وضع العصي بالدواليب لإفشال اي محاولة للدولة السورية بإيجاد حل سياسي عبر القنوات الدبلوماسية .
ومساعدة الدولة السورية بمكافحة الإرهاب والقضاء عليه بدل من الاشتراك مع دول العدوان على سورية في دعمه والتستر عليه مع العلم ان هذه الدول مازالت مستمرة باستخدام ورقة الارهاب كأداة لتحقيق أهدافها الاستعمارية على الأرض السورية …
تدخل سورية عامها العاشر من هذه الحرب الكونية عليها فيها متغيرات ميدانية كبيرة انعكست على جملة من المتغيرات السياسية … فعدو الأمس قد يغدو صديق الغد والرايات التي تسابقت لان تجد لنفسها مكانا في سماء سورية ها هي تتساقط تباعا …. والمرحلة القادمة ستشهد مزيدا من السقوط للراية العثمانية لتبقى راية الجمهورية العربية السورية بعيونها الخضر ترفرف في سماء سورية معلنة ستبقى سورية قلعة الصمود والتصدي .
باحثة في العلاقات الدولية