قمامة الشاطئ تهديد صامت في ظل تجاهل الجميع

أربعاء, 03/11/2020 - 21:47

يعيش المحيط البيئي في موريتانيا ظروفـا خطيرة على العديد من الصعد، وتشهد البيئة البحرية التهديد الأكبر على الاطلاق في موريتانيا، بالرغم من أنها تمثل ركيزة للدخل القومي للبلاد، فانها فتحت على مصراعيها للاستثمارات الاجنبية دون أي رقابة أو متابعة على طريقة التعامل مع البيئة البحرية في البلاد.

فأصبح الصيد الجائر بالشباك المحرمة ورمي النفايات في المياه الإقليمية لموريتانيا، إضافة إلى عدم مراعاة الراحة البيولوجية للبحر، وكذلك الصيد الصناعي الذي يدمر الشعب المرجانية وبيض السمك في العمق، يتسبب في أضرار كبيرة للنظام البحري بالمجل في البلاد تلك بعض من المشاكل التي تعاني منها البيئة البحرية في المياه الموريتانية.

بما أن التاريخ يشهد أن المصائب لا تأتي فرادى فإن الشاطئ هو الآخر ضحية لموجة تلويث كبيرة من القمامة، وسوء الرقابة وغياب الوازع المدني لمعظم زواره، ففي نهاية كل أسبوع تتشكل أكوام من القمامة على شاطئ نواكشوط ، في صورة تجسد حجم الكارثة التي تعانيها الشواطئ الموريتانية وبشكل خطير نظرا لغياب الوعي.

على شاطئ الأطلسي تحدثك القناني البلاستيكية وعلب المشروبات الغازية والاغلفة البلاستيكية للطعام وغيرها، عن واقع نظافة المحيط بأن الحال فعلا يكفي عن السؤال، فبالعين المجردة يمكن رصد مدى انتشار الكارثة وتوسع المساحة التي تشغلها القمامة من الشاطئ ودون استثناء.

هو ما يسبب مشكلة حية تزحف للتأثير على الحياة البحرية في الشاطئ بشكل مطلق، وتأثيرها الكبير على الشاطئ، سواء الجمال أو الصحي، فمعظم مناطق الشاطئ مهددة بالهجران والسبب القمامة لاغير.

هنا لا أحد يتحدث عن المسؤولية وكأن الشاطئ متروك لرحمة الله، فالبلديات تتدافع المسؤولية وكذلك الجهات البحرية المعنية بالبيئة والمحيطات نفس الشيئ، وهو ما يجعل من المهم السؤال أين هي الجهة المسؤولة عن تنظيف الشاطئ؟ ولماذا لا تباشر عملها بشكل مستمر؟ والإجابة الوحيدة التي تلقاك هي الصمت والصمت فقط.

على الطرف الأخر تحاول بعض جمعيات المجتمع المدني مواجهة المشكلة بوسائلها الخاصة، من خلال حملات نظافة للشاطئ تقوم على تعبئة الجماهير للمساهمة في أيام تطوعية، يقول محمد عالي بلال عضو جمعية التنوع البيئي والثقافي، "الجهود ليست كافية ولكن لا يمكننا الجلوس دون حراك ونحن نرى القمامة تزحف على شواطئنا، لذلك تحركنا من أجل الحد من هذا المشكل، وإن كان من المهم التأكيد على أن التوعية هي العامل الأهم لتحفيز زوار الشاطئ على الحفاظ  والاعتناء بالبيئة البحرية، ويردف، في هذا الاطار قمنا بحملات في نواكشوط وغيرها من مناطق الشاطئ سعيا لخلق ثقافة عامة حول خطورة القمامة على البيئة البحرية، إضافة إلى السعي إلى تكوين العديد من البرلمانيين والصحفيين والمجتمع المدني من أجل مناصرة البيئة في البلاد".

الجهود التي تحاول منظمة التنوع البيئي والثقافي القيام بها أتت أكلها في بعض المجالات، إلا أنه المشوار طويل جدا ومعقد فمواجهة المجتمع ككل تتطلب صبرا طويلا وإمكانيات كبيرة لخلق توعية عامة يكون الاعلام جزء منها وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات التي تؤثر على وعي المجتمع، بشأن البيئة التي تعد هي ضمان بقاء المجتمع فنهاية النظام البيئي تعني نهاية الانسانية ككل.

وهو ما جعل الأمم المتحدة تدمج البيئة في الأهداف الألفية للتنمية، كما أن العالم أجمع يحاول الانتظام في جسم دولي لحماية البيئة ومواجهة الاحتباس الحراري الذي يهدد الكرة الأرضية.

إن الوقوف في وجه انتشار القمامة لا يجب أن يكون مهمة جهة واحدة بل يجب أن يكون مهمة كل الافراد من أصغر شخص إلى الأكبر لأن دورة حياتنا جميعا مرتبطة بهذا النظام البيئي ،كما أن التهديد الذي تمثله القمامة على الشاطئ لا يعني فقط الذين يزورونه بل يؤثر على جميع سكان الوطن ودون استثناء.

زيدان الحضرمي 

الشيخ الحسن البمباري 

الفيديو

تابعونا على الفيس