نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا افتتاحيا تقول فيه إن فرنسا بحاجة إلى مساعدة في حربها على المتطرفين الإسلاميين في منطقة الساحل الأفريقي.
تقول الصحيفة إن الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة مع طالبان سيأذن بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، ولكن دولا أخرى عليها أن تستعد بقواتها لمواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة التي بدأت تتجمع في دول الساحل الأفريقي.
وتضيف أن منطقة الساحل، التي تضم مالي وأربع دول مجاورة، أصبحت اليوم هي ساحة القتال الجديدة للمتطرفين الإسلاميين. ولكنهم لا يواجهون القوات الأمريكية، بل القوات الفرنسية بدعم متزايد من بريطانيا.
وتنشر القوات الفرنسية، بفضل معرفتها التاريخية بالمنطقة، قوات قوامها 4500 جندي في عملية تعرف باسم “برخان” دعما لجيوش الدول المعنية في حربها على الجماعات المسلحة.
وتذكر الصحيفة أن هذه الحرب عمرها الآن 7 أعوام وأسفرت عن مقتل آلاف المدنيين و41 جنديا فرنسيا. وأخذت عمليات المسلحين في التوسع إلى دول مجاورة مثل بوركينا فاسو والنيجر بفضل انضمام مقاتلين أجانب هاربين من سوريا بعد سقوط تنظيم الدولة الإسلامية هناك.
وتشارك بريطانيا في دعم القوات الفرنسية بنحو 100 مقاتل من القوات الخاصة وطائرات مروحية من نوع شينوك. ومن المتوقع أن تنشر بريطانيا في الأشهر المقبلة قوات إضافية قوامها 200 جندي في المنطقة.
وترى ديلي تلغراف أن هذه المنطقة المعزولة في أفريقيا تحولت في غفلة من العالم كله إلى ساحة قتال جديدة بين المتطرفين الإسلاميين والدول الغربية. ومن الضروري ألا تمنح هذه الجماعات المتطرفة فرصة لتهديد شمال أفريقيا وأوروبا، بحسب الصحيفة.
وقد طلب الرئيس الفرنسي، إيمانيول ماكرون، الدعم من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لتمويل هذه العمليات العسكرية، لكن دون جدوى.
وتضيف الصحيفة أن الجماعات المتطرفة لا تشكل خطرا على دول الساحل فحسب، بل إنها تهدد أوروبا أيضا. وإذا تركت دون مواجهة فإنها ستتحول إلى أفغانستان أخرى تنطلق منها الهجمات على الدول الغربية، بحسب الصحيفة.
وترى ديلي تلغراف أن هذه فرصة تبرهن من خلالها بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي على أن المصالح الأمنية المشتركة فوق الانتماء إلى أي تجمع اقتصادي أو سياسي إقليمي مثل الاتحاد الأوروبي.
وتضيف أن ماكرون ربما اتخذ موقفا متصلبا في محادثات العلاقات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، ولكن عليه أن يأخذ بعين الاعتبار من هم حلفاؤه الذين يمكن أن يعتمد عليهم في عملية عسكرية مشتركة واسعة ضد المتطرفين الإسلاميين في منطقة الساحل.
(بي بي سي)