يعقوب الاسعد
يحاول اردوغان يائسا لعب آخر اوراقه في ادلب السورية. و مع تقدم الجيش العربي السوري و الحلفاء في جنوب ادلب و على محاور عديدة باتجاه الطريق الدولي M5 حاول الأتراك ، احتلال سراقب لما لهذه البلدة من موقع استراتيجي مهم حيث يلتقي فيها طريق حلب دمشق M4 و طريق حلب اللاذقية M5. فكانت النتيجة 34 قتيلا للجيش التركي باعتراف منصات المعارضة و الرئيس اردوغان ذاته، و العدد مرشح للزيادة مع ساعات صباح الجمعة.
من ناحية أخرى، قارب شهر شباط على خواتمه، و مع انتهائه تنتهي المهلة التي أعطاها الرئيس التركي للجيش السوري للانسحاب من كل المناطق التي استعادها منذ انطلاق عملية تحرير ادلب. لا نعتقد أن اردوغان سيكون قادرا على ايقاف زحف الجيش السوري و لا نعتقد ايضا انه قادر على تنفيذ اي من تهديداته و هذه أسبابنا:
١- اتفاق آستانا بحكم الملغي، حيث انه لا يمكن للاتراك الطلب من الروس و السوريين الالتزام ببنوده في حين أنهم لم يستطيعوا تنفيذ واجباتهم المنصوص عليها في هذا الاتفاق، إن من خلال المنطقة المنزوعة السلاح، و تأمين الطرق الدولية M4 و M5، و فصل ‘المعارضة المعتدلة’ عن جبهة النصرة.
٢-لا يعطي اتفاق آضنا الحق للجيش التركي الدخول الى هذا العمق، كما وانه لا يتيح لها الولوج الى الداخل السوري إلا في حال عدم قدرة الدولة على تأمين حدودها. و ما يقوم به الجيش التركي يعيق تأمين الجيش السوري لاراضيه و لحدوده.
٣-اتفاق ترسيم الحدود مع ليبيا وتدخله فيها و ارساله للمحاربين و ورقة اللاجئين التي يبتز بها فرنسا و المانيا و فتحه الأبواب لهم ليدقوا ابواب اوروبا لم يبق له صديقا واحدا فيها أو في العالم. عدا عن مناكفته لروسيا بزيارته الأخيرة لاوكرانيا و تصريحه بأن القرم اوكرانية.
٤-امداده للجماعات المسلحة بالطائرات المسيرة التي شكلت خطرا على قاعدة حميميم، و بالصواريخ المضادة للطائرات و التي تسببت باسقاط طائرتين حربيتين سوريتين.
٥- دعمه للمسلحين و مؤازرتهم بالقصف المدفعي و كان آخرها الهجوم على سراقب في الأمس، و تدخله بشكل مباشر بالحرب الدائرة تحت شعار حماية المدنيين و حماية المعارضة ‘المعتدلة’.
٦-عدم قدرة سلاح الجو التركي على تنفيذ أي مهمة في سوريا فالدفاعات الجوية الروسية في قمة الجهوزية . اضف الى ذلك خذلان حلف الناتو له بعد نداءاته المتكررة لهم.
٧-12 نقطة مراقبة تركية محاصرة و جنود اتراك رهائن لا يملكون الا رحمة السوريين و وساعة بالهم.
٨-رفض الرئيس الروسي بوتين عقد أيّ قمّة ثُنائيّة أو ثُلاثيّة أو رُباعيّة (تضم ألمانيا وفرنسا وتركيا وروسيا)، حول هذه الأزمة.
يلعب اذا اردوغان على حافة الهاوية. فجنود خلافته الذين حاول حمايتهم برموش عينه من خلال نقاط مراقبته، من الايغوريين و التركمان و الاوزبك و القوقاز… (جنود القوقاز، كتائب السلطان مراد، كتائب محمد الفاتح) سينتهون او سيرحلون و وجهتهم لن تكون في هذه المرة، مدينة سورية أخرى، كما في سابقاتها، أو على متن باصات خضر، فالوجهة الوحيدة المتاحة لهم الأراضي و التركية، إما مختبئا في زي مهاجر او مسلحا ينتظر اوامره الجديدة و وجهته الجديدة، من الصعب إحتواءه.
النار السورية التي حذر العالم كله أردوغان منها و منذ البداية بدأت تحرقه، و ما قتلاه في البارح إلا رسالة صغيرة من السوريين و الحلفاء، فهل سيفهم المحتوى و يتعظ و يلقي قليلا من كبرياءه المتبعثر شرقا و غربا و يعترف بالهزيمة، أم أنه سيكابر و يغامر و يقامر و سيذيق أبناءه و مواطنيه من نفس الكأس التي اذاق بها السوريين؟
كاتب لبناني