عصَفت رياح الرؤية 2030 فيما يبدو، بما تبقّى من رفاهيّة نفطيّة في العربيّة السعوديّة، حيث تتّجه شركة أرامكو إلى رفع أسعار البنزين، وليس ذلك فحسب، بل عدّلت الشركة مُراجعتها الدوريّة لأسعار البنزين، من ربع سنويّة، إلى دوريّة، وهو ما يعني أنّ الشركة ستتماشى مع أسعار النفط عالميّاً، حيث المملكة أكبر مُصدّر للنفط في العالم.
وستخضع أسعار البنزين، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام محليّة، إلى تعديلٍ شهريّ، بالعاشر من كل شهر، ويجري تطبيقه في الحادي عشر، وهو ما أعاد لأذهان السعوديين حالة الدول الفقيرة بالتعامل مع أسعار البنزين، وعلى رأسها الأردن، والتي تخضع فيها أسعار البنزين للرفع والخفض، بحسب السعر العالمي.
وبحسب الأسعار الجديدة، فإنّ سعر لتر البنزين 91 أصبح، 1.55 ريالاً، بعد أن كان 1.44 ريالاً وكان 1.37 أيّ زيادة بما يُعادل 13 بالمئة خلال عام، وهو ما أثار بعض السخط السعودي على المنصّات الافتراضيّة، أما سعر بنزين 95، فقد وصل إلى 2.11 ريالاً، بعد أن كان 2.10 ريالاً.
ويأتي رفع أسعار البنزين، في وقتٍ تنخفض فيه أسعار البنزين عالميّاً، وهو ما اعتبره مُغرّدون أمراً غير مقبولٍ، إلى جانب فرض الضرائب، وهي كلها نتائج تصدّرت المشهد السعودي، مُنذ الإعلان عن الخطّة التنموية الاقتصاديّة العام 2017.
وكعادة السعوديين، لجأوا إلى المنصّات الافتراضيّة، ودشّنوا وسم #البنزين، وتصدّر الوسوم بأكثر من 51 ألف تغريدة، تباينت فيها وجهات النظر، وتصدّر المُعترضون فيها بالأكثر على حالة الرفع غير المسبوقة.
وطالب نشطاء ومُغرّدون، حُكومتهم، بتوفير بدائل مواصلات، من محطّات قطار، وحافلات، وتوفير خيارات أخرى للنقل، حينها يُمكن رفع أسعار البنزين، وعدم “حشر” المُواطن بوسيلة النقل المعهودة السيارات، ورفع وقودها، كما نبّهوا إلى حالة الخداع في رفع الأسعار بشكلٍ طفيف على فترات، فخلال عام واحد زادت الأسعار 18 هللة، لكن نشطاء آخرين ذكّروا أنّ بلادهم ستبقى الأرخص بأسعار البنزين، مُقارنةً مع غيرها، مع وجود خيارات بدل معيشة وحساب مواطن التي وفّرتها الدولة للمُواطنين.