قد يؤدي تناول طعام الغداء في المكتب إلى إفراطنا في الأكل وتراجع إنتاجيتنا ويعرض صحتنا للخطر.
في تقريره -الذي نشرته مجلة “وايرد” الأميركية، نقلته “الجزيرة”، قال الكاتب أليكس لي إنه، وفقا لبحث أجرته شركة بوبا للرعاية الصحية، عادة ما يتناول ما يقرب من ثلث العاملين في المملكة المتحدة طعام الغداء بمكاتبهم، حيث صرح 43% منهم بأنهم مشغولون جدا لدرجة أنهم لا يستطيعون التوقف عن استخدام أجهزة الحاسوب الخاصة بهم وأخذ قسط من الراحة لبضع دقائق.
كما أشار استطلاع رأي أجرته شركة “أكيوفيو” للعدسات اللاصقة إلى أننا نقضي حوالي 1700 ساعة أمام الحواسيب كل عام. لذلك، هل ينبغي لنا أن نبتعد قليلا عن مكاتبنا لتناول الغداء؟
بشكل عام، تنخفض إنتاجيتنا على مدار اليوم حيث لا يمكننا التركيز إلا لفترة محدودة قبل احتياجنا إلى مساحة لتجديد النشاط.
وقال أندريه سبايسر أستاذ السلوك التنظيمي في كلية كاس للأعمال بلندن “غالبا ما توفر فترات الاستراحة مساحة لتجديد نشاطك. إذا لم تأخذ استراحة لتبتعد قليلا عن مكان عملك، لا يمكنك دعم قدرتك على التركيز لأن فترات الراحة تساعدنا على تعزيز الإنتاجية”.
وأشار الكاتب إلى أن التركيز المفرط في العمل قد يساهم في تراجع الإنتاجية، حيث يمكنك التركيز جيدا في النصف الأول من الدوام، لكن سيتراجع ذلك في النصف الثاني كما ينخفض معدل إنتاجيتك.
وعندما تكون جالسا على مكتبك، تكون رغبتك في الرد على مكالمة أو رسالة بريد إلكتروني أو مواصلة عملك كبيرة لدرجة أنك لا تستطيع أبدا التوقف عما تفعله على جهاز الحاسوب لديك وتجديد طاقتك.
إفراط
في دراسة أجريت عام 2012، توصل باحثون من جامعة سري إلى أن الذين يتناولون الطعام وهم مشتتو الانتباه يميلون إلى الإفراط في الأكل. وفي السياق ذاته، أضافت جين أوجدين أستاذة علم النفس الصحي وإحدى الباحثين بالدراسة: إنك لن تشعر بالشبع عندما تتناول الطعام في مكتبك بسبب تركيزك في العمل. ففي هذه الحالة وحين لا تمنح نفسك استراحة غداء مناسبة، فإن الطعام الذي تتناوله لن يسد رمقك.
وأفاد الكاتب بأن العديد من الآثار السلبية يمكن أن ترتبط بالجلوس بشكل عام. ووجدت دراسة أجريت عام 2012 على ثمانمئة ألف بريطاني أن أولئك الذين جلسوا فترات أطول من الوقت المحدد لهم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكري والموت المبكر.
تقول ريبيكا روهر، وهي أخصائية سريرية في شركة بوبا البريطانية للرعاية الصحية، إنه قد يبدو تعدد المهام في مكتبك فكرة جيدة، ولكنه قد يؤثر على صحتك، ومن المحتمل أن تفرط في الأكل في حال تناولت الغداء في مكتبك، بالإضافة إلى أننا نقضي أكثر من نصف ساعات استيقاظنا جالسين.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت ريبيكا إلى أن العمل ساعات طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
يرى البعض أن السبب وراء شعور موظفي المكاتب بأنهم مضطرون لتناول الطعام في مكاتبهم يعود إلى ثقافة العمل المكتبي التي تعتمدها المملكة المتحدة.
وفي كثير من الأحيان، غالبا ما يجعلك الوجود في العمل، أو توقع البقاء في مكتبك ساعات عديدة، تبدو وكأنك ملتزم بوظيفتك. ولكن كما ذُكر سابقا، لا يعد هذا الأمر جيدا بالنسبة للإنتاجية أو الصحة أو الرفاهية.
وعاد سبايسر بالقول إنه ينبغي على المنظمات تشجيع موظفيها على تناول وجبات الغداء بعيدا عن مكاتبهم، فضلا عن تهيئة بيئة مادية يمكن للموظفين من خلالها أخذ استراحة قصيرة.