بعد صفعة وعد بيلفور من بريطانيا هاهو صديق العرب الوفي الذي يتسابقون إليه بالهدايا و القرابين ، يوجه لهم صفعة قاسية و حماما بالماء البارد في عز الشتاء ، ترامب الذي رجع بالمليارات من زيارة الرياض ، وبعدها بأسابيع ينفذ تهديده و يعترف بالقدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني بل و يزيد على ذلك بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بدلا من تل أبيب .
العرب الصديق الوفي لأمريكا هذه المرة لم يسمع لهم أي بل أنهم ليسوا هم الذين يقودون عواصف الحزم و العزم و التعمير ضد اليمن ، وليسوا هم الذين أنشؤوا الحلف الإسلامي ضد الإرهاب ، أو على الأصح لا يعتبرون ما يقوم به الكيان الصهيوني إرهابا ، و لا يرون في أمريكا اكبر مصدر للخوف و التقتيل .
في اليمن رأينا العرب تحلوا إلى اسود ضارية ضد شعب مسكين اعزل قتلوا و هجروا و جوعوا و حاصروا و نفس الشيء في قطر التي حورت بدون أن تعرف خطيئتها ، ولكن في احتلال القدس لا مشكل فحتى ندين و نشجب قد التي تعبت من كثرة ما رددها العرب ، لم تسمع هذه المرة ، و تحول الأسد الكاسر إلى حمل وديع يستجدي كرسيا في حلف أصدقاء الولايات المتحدة و حديقتها الخلفية المدللة إسرائيل.
إذا لقد اتضح الخيط الأبيض من الأسود العرب هم العرب ترتعد فرائصهم من أي تهديد أمريكي و يعتبرونه الموت المحتم ، و الذي يجب إطاعته و لكن إن تعلق الأمر بحاكم عربي أو محكوم تقوم جموع الحكام العرب و قائدهم إلى النار أمريكا لدك حصونه بطائرات أمريكية و تمويل بالنفط العربي.
قبل الختام وجب القول إننا نعيش في زمن العروبة بلا عرب و الإسلام بلا مسلمين ، فخير لنا الاعتراف جميعا إننا أصبحنا مجموعة من المتصهينين و المتأمريكين نحطم منازلنا بأيدنا و أيدي و الأعداء و نحن مبتسمون .