توفيت الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي، الخميس 16 يناير عن عمر ناهز 89 عاماً. وهي كانت ودّعت، قبل أكثر من ربع قرن، عالم الشهرة باعتزالها التمثيل نهائياً. بعد نحو 45 عاماً قضتها بين أروقة استوديوهات التصوير مع كبار نجوم السينما المصرية والعربية.
وعلى الرّغم من البُعد عن الأضواء، إلا أننا ما زلنا نتذكرها، بفضل أعمالها التي بقيت تملأ الشاشات العربية بمجموعة كبيرة من أعمالها التي تخطت الـ65 عمل. ولكن كيف كانت بداية ماجدة؟ وما هي الكذبة التي أطلقتها لتتمكن من دخول عالم التمثيل؟، حسب “روتانا”.
“ذكريات الطفولة هي أحلى الذكريات.. ذكريات لا تُنسى، بل هي حكاية طويلة”، هكذا بدأت، ماجدة، حديثها خلال تصريحات إعلامية لها، قالتها قبل نحو 40 عاماً وهي في مجدها الفني.
تقول، ماجدة، إنها في سن المراهقة _بين الـ 13 و الـ14 عاماً_ كان لديها 3 صديقات في نفس عمرها، إحداهن مصرية، ويونانيتين، وقضت معهن معظم أوقاتها، وفي أيام الإجازة، كان العمل في السينما يستهوي صديقاتها الثلاث، كل واحدة منهن تحلم بأن تكون نجمة على الشاشة، وأردنَ السعي إلى تحقيق أحلامهن.
علمت ماجدة أن جيرانها لديهم قريب يدعى “محسن سابو”، يعمل في مجال السينما ويمتلك استوديو سينما في “شبرا” بالقاهرة، فطلبت من ابنة الجيران، أن ترتب لها هي وصديقاتها ميعاداً معه ليذهبن إلى الاستوديو، وهو ما حدث بالفعل. جلست، ماجدة، مع صديقاتها تشاهد تصوير مشاهد أحد الأفلام، بطولة “يوسف وهبي، فاتن حمامة، مديحة يسري وإسماعيل ياسين”.
بعد نهاية التصوير، اقترب “سابو” من ماجدة وقال لها: “يا قطة يا صغيرة، تحبي تمثلي في السينما”، فخجلت منه وقالت له: “لا”، ثم أشارت إلى صديقاتها قائلة: “أنهن اللواتي يستهويهن أن يكن ممثلات”، لكن صديقات ماجدة أصررنَ عليها بأن توافق، لأن ذلك سيسهل عليهن تحقيق حلمهن بالتمثيل.
وافقت ماجدة، وحدد لها صاحب الاستوديو ميعاداً ليختبرها، وفي اليوم التالي “هربت” ماجدة من المدرسة بصحبة صديقاتها، لتلحق بالاختبار، وفي نهاية الاختبار سألها “سابو” عن سنّها، فكذبت عليه وقالت إنها “16 عاماً”، على الرغم من أنها لم تكن وصلت إلى سن الـ14 عام.
تقول ماجدة، إنها تعمدت ذلك لأن ذلك الرجل كان يستخفّ بها، وينظر إليها على أنها فتاة صغيرة، وأيضاً لكي يعتقد أنها في سن الرُشد.
واضطرت، ماجدة، أن توقع أول عقد سينما في تاريخها دون ولي أمر، إذ لم تكن قد بلغت السن القانوني، كما وجدت نفسها أمام مشكلة أكبر، بسبب دراستها في المدرسة ودخلوها التمثيل دون علم أهلها، مما دفعها إلى استكمال الكذبة.
انتهت من أول أفلامها دون علم أسرتها!
صديقات، ماجدة، تحمسنَ لمساعدتها، وأرسلنَ خطابات اعتذارات إلى إدارة المدرسة، وكأنها خطابات من أسرة ماجدة، وذلك لمساعدتها على الذهاب للتمثيل!
وكانت، ماجدة، تقضي في التصوير نحو 4 ساعات، ثم تعود إلى منزل أسرتها وكأنها عائدة من المدرسة، ظلّت على هذا الحال إلى أن انتهت من تصوير أول أفلامها “الناصح” الذي عُرض نهاية أربعينيات القرن الماضي.
وتوضح، ماجدة، أن أسرتها لم تلحظ الفيلم في السينمات حين تم عرض، لأن والدها ووالدتها كانا في شجاراً في تلك الفترة، أدى إلى الطلاق، وأخيها دخل المستشفى لإجراء جراحة، فمر الأمر دون أن يحدث لها مشكلة.