محمد الامين اممد
تلتف العامة سريعا حول كل جلبة وتناصر أعلى المتخاصمين فيهاصوتا وأكثرهم ضجيجا!! لكنها ماتلبث أن تولي عنه حينما ينتصر خصمه؛ أو تسأم من مقاومة الخصم له دون قدرته على صرعه وانهاء الأمر ..
هذا تماما هو مايحدث لنا كمواطنين متلهفين للإصلاح مع وزير الصحة وحديثه المتكرر عن الإصلاح؛ وهوما يفسره حجم الدعم الذى لاقي الوزير حينما أعلن عن خطته للإصلاح، فلم تكد ترى بيتا إلا وأهله يثنون على نذيرو وجهده الجبار ويجعلون النكات حول معركته والصيادلة لكنه زخم مالبث أن ذاب كما يذوب الملح بعد أن سئم الناس الجعجعة دون أن يبصروا طحينا ..
وقالوا بلسان الحال "هذا ألاكلم كلم عايد"
ليرجعوا البصر كرتين حول ماقيل أنه إصلاح.
غير أن الوزير حين رأى خفوت الضجيج جاء بأسلوب إثارة جديد ألا وهو تطبيق قانون المسافة المحير غاضا بصره ومتناسيا عن فقه الأولويات وتنظيم الخطوات في هذه المسألة؛ متناسيا أن التدرج سنة كونية، منذ خلق آدم عليه السلام إلا مبعث البشرية ،
وأن قانون الطبيعة لامحيد عنه ولاتبديل لمن أراد أن يترك أثرا في دروب الإصلاح المتشعبة .
سيدي الوزير إن الشعب الذى يقف معك اليوم في مسألة لما يفهم كنهها بعد سيتخلى عنك ويرتفع صراخه معرقلا مشروعك الإصلاحي الذى تسعى له والسبب هو قانون المسافة هذا .
لكن سيدي الوزيرثق تماما أنه حين يتأكد المواطن أن الدواء لم يعد مزورا وأنه لم يعد بحاجة للسفر نحو الدول المجاورة من أجل العلاج أوحتى من أجل شراء الدواء فتأكد حينها أنه سيقف معك ناصرا لك في وجه خصومك ..
أماوهو لازال يعاني من تفشى التزوير وغياب الرقيب فحتما سيقول ماتغنى عني المسافة إن كانت إنما هي تقديم مزور وتأخير آخر ..
سيدي الوزير المسافة قطعا ليست دواء بل قد تصبح داء حينما تعرقل مسيرك نحو هدفك المنشود
فالله الله لاتضيع آمال شعب منكوب في وطنه المسروق منه منذ عقود بسبب الوعود الزائفة بالتغيير .
سيدي الوزير ماتظنى المسافة عن مواطن ضعيف خرج من مستشفى يحمل وصفة طيبة لتنهكه أنت بالبحث عنها في أزقة مدينة غير آمنة ..
سيدي الوزير لوكان هذا هذا الدواء المبحوث عنه موثوقا من عدم تزويره لكان المطلب يستحق التضحية أما وأنا أبحث عن دواء تراودى الشكوك في عدم جدوائيته فما تغنى عنى المسافة قربت أوبعدت؟
والسلام