اعتقلت السلطات الموريتانية أربع شخصيات سياسية بتهمة إقامة "علاقات مشبوهة" مع الجماهيرية الليبية ولم تعط السلطات مزيدا من المعلومات، إلا إن اعتقال هذه الشخصيات والتهمة الموجهة إليها أثارت استغراب المراقبين والرأي العام لعدم وجود أي قواسم مشتركة بين المعتقلين المتناقضين في كل شيء فيما بينهم ومع الجماهيرية الليبية.
والمعتقلون هم زعيم حزب "العمل من أجل التغيير" مسعود ولد بلخير ، وعضو المجلس الوطني للحزب الحاكم حمود ولد عبدي والنائب السابق في البرلمان عن الحزب نفسه الكوري ولد حميتي، وعضو حزب"التحالف الشعبي" المعارض عبد الله العتيق .
ويذكر أن ولد عبدي وولد حميتي ناصريان سابقان أما ولد بلخير فهو زعيم حزب معارض يطرح قضايا الأفارقة السود وشؤونا خاصة بطبقة "الحراطين"(عرب سمر تعود أصولهم البعيدة إلى عهود الرق).
ومثار الاستغراب أن العارفين بخفايا الأمور في موريتانيا يدركون انه ليس هناك أي قاسم مشترك بين الشخصيات الأربع بل إن التناقض الفكري والسياسي الحاد هو المعروف في علاقاتها.
وخلال الانتخابات البرلمانية التي أجريت في تشرين(أكتوبر) الماضي برز ولد عبدي خصوصا أكثر المتطرفين في الهجوم على طرح حزب مسعود وأحزاب المعارضة الأخرى.
وكان متوقعا اعتقال ولد بلخير منذ بداية رمضان حينما أعلن الرئيس معاوية ولد سيد احمد ولد الطايع عن مؤامرة تدبرها جهات خارجية وعملاؤها في الداخل تتخذ من "العبودية"موضوعا لها.
ومعروف أن ولد بلخير - وهو وزير سابق- يقول في خطابه السياسي إن جماعة"الحراطين" التي ينتمي إليها تخضع للعبودية . وفى الولايات المتحدة ودول غربية أخرى منظمات تهتم بما يقول.
ويعتقد مراقبون أن الأجهزة الأمنية انقضت على الناصرين السابقين ولد عبدي وولد حميتي لئلا تكون "المؤامرة"التي تحدث عنها الرئيس غريبة ولإعطاء الانطباع بان المقصود ليس مسعود المعارض المتشدد ذي البشرة السوداء.
الصدر : مورينيوز