وجيدة حافي
عدة أشياء ستميز الفترة التي تسبق الموعد الانتخابي الهام الذي ستشهده بلدي في الثاني عشر من ديسمبر 2019، والذي سيكون صفحة جديدة لبلد المليون والنصف مليون شهيد أهمها:
عدد المترشحين الذي فاق عددهم المائة وخمسة عشرة قبل انقضاء أجال المهلة القانونية لإيداع الطلب ولحد كتابة هذه الأسطر، تنوعوا ما بين أحرار ورؤوساء أحزاب، وووجوه قديمة تنتمي للنظام السابق التي عادت بقوة وبثقة عمياء لتخاطب الشعب وتدعوه لانتخابها، فبن فليس وتبون صاحبا الخمسة والسبعين سنة، وميهوبي العائد بقلب من حديد وكأنه لم يفعل شيئا في الماضي في قطاع مهم وحساس للبلد ألا وهو قطاع الثقافة، جاب الله وغيرهم الذين لم يرفعوا الراية البيضاء بعد ويتركوا المجال للشباب والمثقفين الجزائريين على غرار البروفيسور مسدور والاعلامي سليمان بخليلي، فهل ستحدث المفاجأة ويكون رئيسنا حرا لا ينتمي الى أي حزب وليس له توجهات سياسية كما في تونس مع الأستاذ قيس سعيد، أم أن يد الخفاء ستتدخل؟ وهل اذا انتخبنا واخترنا سيوافقون عليه ويتركونه يعمل، لا يغتالونه ولا يسجنونه؟
الدعوة الى مقاطعة الانتخاب، وأخرى الى الذهاب بقوة لاسداء الرأي، فبالله عليكم يا جماعة المقاطعة، ماذا تريدون اذا لم ننتخب ونذهب للصندوق؟ ففي نهاية المطاف ستحدث خالوطة وسندخل في صراع جبهات متعدد الأطراف، ربما معكم لما تطالبون بنزاهة العملية الانتخابية التي بطبيعة الحال لن تكون خالية من الشوائب وكل ما يُعكر صفوها، لكن هذا لا يمنع من شرف المحاولة والتحدي لايصال السفينة الى بر الأمان، ولا يجب أن تكون حججا نختفي من ورائها لعرقلة أهم خطوة بعد ذهاب النظام السابق والعصابة، هناك من يقول أن اجراء الانتخاب سيكون ضد رأي وهدف الحراك الشعبي، وهنا أطرح سؤالا لهؤلاء وأقول أن هدف مسيراتنا كان اخراج العصابة وتنظيف البلد من سمومها، والحمد لله قطعنا أشواطا كبيرة للوصول الى هذا، لذا لا يجب خلط الأمور، وتضخيمها، فالحراك سينجح اذا ما نجحنا في انقاذ بلدنا من تدخلات الاخر.
الحرب الكلامية التي بدأت بين هرمي النظام السابق السيد عبد المجيد تبون رئيس الحكومة السابق ووزير السكن، والسيد بن فليس وزير العدل رجل القانون، فالرجلين بدأ سياسة جذب الانتباه والاقناع بالتحدث عن برامج وأهداف ، ورمي بعضهما البعض بوابل من السلبيات، مع أن الحملة الانتخابية لم تبدأ بعد، ولا نعلم اذا ما تم قبولهما أم لا، فمن غير المعقول أن يصوت الشعب على كل هذا العدد الذي لا نعرف كم سيكون بعد دراسة الملفات وغربلتها.
ترشح أفلول النظام السابق، ميزة أخرى لفتت الأنظار، واعلان الجيش عن عدم دعمه لأي مترشح كما كان في السابق، لكن في كل الدول يتم اختيار الرئيس بمباركة عسكرية ثم شعبية، فهل بالفعل الجيش الذي سيسهر على حماية البيضة الى غاية فقسها لن يُعطي رأيه في الرئيس السابق ولو بغمزة؟ أما المترشحون القدامى الجدد الذين دخلوا بصيغة أحرار لا أعرف بأي وجه سيتكلمون مع الناس، ومن سيحضر حملتهم الانتخابية، فنحن مللنا من بن فليس وجاب الله وكل من يمثل الماضي بأحزانه وسلبياته، نريد وجوه جديدة ومشرفة.
الوعود الكاذبة التي بدأ كل من جلب استمارة التوقيعات وعد المواطنين بها، فكلهم ركزوا على الشباب وطموحاته، الاقتصاد، هناك من قال أنه سيُخرج جميع المساجين ويعفوا عنهم، اخرون وعدوا باخراج الثقافة من غبنها، وغيرها من الوعود والأوهام القديمة الجديدة، فصدقوني وأنا أتابع عملية تقديم طلبات الترشح تذكرت الثامن عشر أبريل، ففي تلك الفترة كل الجزائريون بمختلف شرائحهم وأجناسهم تمنوا أن يكونوا رؤساء، ربما الفارق الوحيد الان هو الشهادة الجامعية المشروطة للشباب والتي ستكون الفيصل وتمنع أصحاب المستوى الضعيف من التفكير في دخول هذا المعترك
دعم بعض الأحزاب لبعض المترشحين من بين الأفكار الجديدة التي خرج بها أحزاب الموالاة والمعارضة، لضمان بقائهم في اللعبة وعدم خسارة مكانتهم وكوطتهم، فهم يعرفون جيدا أن الشعب رافض لهم مهما فعلوا وقدموا، لذا اقترحوا هذه الخطوة، فمن يا ترى سيدعم الأفالان والأرندي وباقي الأرانب
وفي انتظار الاعلان عن القائمة النهائية لمترشحي انتخابات الثاني عشر دسيمبر 2019، نتمنى أن يكون أبناء هذا الوطن على قد المسؤولية، ويتفقوا على مصلحة البلد حتى لا تنفلت الأمور ويحدث ما يتمناه المتربصون بالجزائر داخليا وخارجيا.
كاتبة من الجزائر