من الإشكاليات المطروحة لدى المجتمعات والدول، في كل الأزمنة تحديد أنواع الأزمات وتصنيفاها، وهل هي مادية «إقتصادية» أو معنوية « قیم وأخلاق» أم هما معنا..!ويعد إكتشاف نوعية الأزمة جزء من حلها وهو المدخل لذلك،
إن لم يكن الأهم، وإذا كان « الحكم علي الشيء فرع من تصوره» فإن طرح الحل للشيء فرع من تحديدهومن الواضح أننا نعيش أزمة قيم وأخلاق قبل أن تكون أزمة إقتصادية، أزمة جاءت على الأخضر واليابس فتغيرت الثوابت وتدنت القيم وأختلط الغث بالسمين وتساوى العاقل بالعليل وحاق الخطر و قرب الرحيل، لأن الأخلاق والقيم إذا فسدت لا صلح غيرها، وإن صلح فلن يستقيم ولا استقام- بإذن الله-، فالأمم تضمحل وتندثر إذا ما انعدمت فيها الأخلاق، فساد فيها الكذب والخداع والغش والفساد حتى ليأتي يوم يصبح فيها الخلوق القوي الأمين غريباً منبوذاً لا يؤخذ له رأي، ولا تسند إليه أمانة، فمن يريد الأمين في بلد عم فيه الفساد وساد فيه الكذوب الخدّاع المنافق؟!إن ما نمر به من ترنح وسقوط نحو القاع يرجع إلى ما عاشه هذا البلد من تعاقب زمرة "العسكر" على سدة الحكم، ومواصلة عنجهيتهم وهمجيتهم في الحكم، ورقصهم على آلام وآمال الشعب، وليس هذا "النظام" سوى نسخة عن سابقيه، وها هو يجر البلاد إلى المجهول برقصه على أنات الشعب وآلامه، وتشيع الفاحشة فيه، وسلخخه من قيمه وأخلاقه، ونشر ثقافة التملق والتزلف فيه، وتحريف التاريخ وتشويهه ونسف الحضارة وإستغلالها في كل ما من شانه أن يساعد في حملاته التزلفية..وكل ذلك من أجل بقاءه في الحكم ومهما كلف من ثمن..!وما هذه الزيارات المعنوة زورا وخداعا بتفقد أحوال الشعب، في هذه الفترة ورغم هذا الظروف القاسية على الدولة والشعب، إلا دليل على شبه الإبن لأبيه – فما ظلم ! -، ودليل آخر على إحتقار هذا الشعب المغلوب على أمره وإستنزاف أمواله وطاقته من أجل حفلات كرنفالية حملاتية لا تعدو كونها فرصة للسماسرة وبارونات الفساد وتجار مصالح الشعب ومصاصي دمائه، ليظهروا ويستعرضوا عضلاتهم أمام سيدهم ويحشدوا له الأبرياء والحلماء والمغلوبين على أمرهم...فما أهدر من أموال الدولة وما جمعته "حاشية" النظام ( کما يجمعون الدية في قبيائلهم ) في كل زيارة لأي ولاية، ليسد ويوفر الكثير من حاجيات ساكنة تلك الولاية من إنشاء نقاط صحية ومدارس وشبكات المياة وغير ذلك من " الضروريات" غير الذي صرفت فيه من هرج ومرج وعبث لا طائل من ورائهلكن هيهات أن يسعى المتزلف لغير جيبه والجنرال لغير سدة حكمه والشعب بين ذلك نسيا منسيا، يعشع فيه الفقر والجهل ويكسوه التهميش والحرمان من حق حياة في وطن كان حلما يرواد ساكنيه.. ومازال الحلم حلما !لو كان هذا النظام يخشى من يخشى ومن تكمن فيه المعجزات، ومن قال فيه "الشابي" :إذا الشعــب يومــا أراد الحيــاة فلا بـــد أن يستجيب القــدولا بـــد لليــــل أن ينجلـــي ولابـــــد للقيـــــد أن ينكســـــرلطرح لذلك حسابه ولما تجرأ على ما تجرأ عليه من إحتقار وإستغباء ولعب بالعقول وعليها، ولما كانت الثلة الفاسدة هي من تتحكم بمصير دولة وشعب..فعلى مر التاريخ تنتصر إرادة الشعوب، تلك هي الحقيقة الساطعة التي تقض مضجع المستبدين. ثورات و انتفاضات بنتيجة حتمية وحيدة تزلزل عرش الفساد بمشيئة القادر جل و علا الذي أحيى الشعوب من موات و أيقظها من سبات كي تعرض عن الباطل وترفض الخنوع والذل والهوان و تقول لا للإستبداد، و كي تقول كفى من التهميش .. و تقول و تقول ... و تصرخ وتصدح بالحق ومن أجله.. .فيا ترى متى يغير القوم ما بأنفسهم ؟!... ومتى يعرضون عن الجنرال وحاشيته ويتركون الحلم عليهم ويرفضون الذل والخنوع لهم ويرمونهم بالبييض الفاسد كجزاء من جنس عملهم ؟!