اربع تهم توجه للانسان العربي وخاصة عندما يصبح حاكما: ما هي؟

أحد, 08/18/2019 - 21:47

أ.د احمد القطامين
يُتهم العربي المعاصر بمجموعة من التهم الخطيرة التالية:
الاولى: عدم القدرة على ادراك مغزى القرارات والمواقف، والثانية: العدوانية، والثالثة: الميل للتخريب، والرابعة: عدم القدرة على ايجاد نظام للاوليات في الحياة، ويتفاقم هذا الوضع لديه بشكل خاص عندما يكون العربي حاكما.
من الامثلة على تهمة “عدم القدرة على ادراك مغزى القرارات والمواقف”، ما تم اثناء اندلاع الموجات الاولى من انتفاضات الربيع العربي عام 2011. كان من المفترض ان الربيع العربي سيخرج المنطقة من حالة الاستعصاء على التغيير الى آفاق جديدة تتغير فيها المنطقة شعوبا وانظمة لتصبح اكثر حداثة وامتن بنايانا، وكانت الانظمة ذاتها ستستفيد من تلك الحالة لو انها قامت بعملية ادارة للاحداث بدلا من مواجهتها مما مهد الى حالة ما يسمى في التراث الشعبي ب (حراث الجمال)، يعني بدمر ليبيا من اجل اسقاط نظام القذافي.
اما تهمة “العدوانية” فهي تهمة متأصلة بعمق في الشخصية العربية عندما يصبح صاحبها حاكما.. ومن الامثلة على تلك الخاصية البشعة ما كان يقال “لندمر سوريا، وعندما يسقط بشار نعيد بناءها”.. و”لندمر اليمن وعندما يتم محو الحوثيين منها نعيد بناءها”. لاحظ هنا طريقة التفكير سندمر بلدا بكل الضحايا والخسائر التي ترافق ذلك من اجل التخلص من حاكم لا نحبه. لاحظ هنا ان هذه العقلية لا تدرك العلاقة بين تحقيق هدف ما وكلفة الوصول اليه فبناء على هذه العقلية المهم ان يتحقق الهدف باي ثمن حتى لو كان الثمن هائلا والعملية برمتها غير مجدية .
اما تهمة “الميل للتخريب” فهي ايضا خاصية تتواجد بكثافة عن الشخص العربي الحاكم عندما لا يكون متعلما او ضحل التعلم، فتصبح السادية هي اسلوب اتخاذ القرار عندها تصبح عملية اتخاذ القرار تتم بمنهجية سطحية في غياب العقل المتعلم الذي يزن الامور بميزان دقيق وحساس. وهنا تسود عقلية ان “الشيخ يعلم” وهو في الواقع قد لا يكون قادرا على ان يعلم اي شئ.
في حين ان تهمة “الفشل في ايجاد نظام للاوليات في الحياة” تكاد ان تكون شاملة لكل فئات العرب من متعلمين وغير متعلمين ويعتقد ان انظمة التعليم المدرسية في هذه البلدان لا تستطيع ان تساعد على اكتساب مهارات ايجابية تقود الى نسج نظام محدد واضح للاولويات، ولكن هذه الصفة تكون كارثية عندما يكون الشخص الذي يحملها حاكما.
ختاما، ان الهدف من هذا الحديث هو التوعية بخطورة هذه الظواهر والكاتب لا يتقصد حاكما معينا بعينه.
qatamin8@hotmail.com
اكاديمي وكاتب عربي

الفيديو

تابعونا على الفيس