فاجأت صحيفة “ديلي ستار” اللبنانية، جمهورها، بالامتناع عن نشر المقالات والأخبار في طبعتها الورقية الخميس، احتجاجًا على “تردي” الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد.
واكتفت الصحيفة الناطقة باللغة الإنجليزية وهي ثاني أعرق صحف لبنان الحالية، بكتابة كلمة “لبنان” على صفحتها الرئيسية، بحجم كبير على خلفية سوداء.
وفي الصفحات الداخلية كررت “ديلي ستار”، الكلمة ذاتها مع إضافة عبارات تعبّر عن الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بلبنان.
وعلى صفحتها الثانية، تناولت الصحيفة “المأزق الحكومي”، حيث تعطلت جلسات الحكومة منذ شهر وعشرة أيام بسبب أحداث “عاليه”، فيما تطرقت في صفحتها الثالثة إلى حدة الخطاب الطائفي.
ونهاية يونيو/حزيران الماضي، قتل اثنان من مرافقي وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، في اشتباك على خلفية احتكاك حزبي، في منطقة “عاليه”، مما أثار أزمة في البلاد.
كما تطرقت الصحيفة على صفحاتها الأخرى بعبارات مقتضبة إلى أزمات النفايات والتلوث والبطالة والسلاح غير الشرعي واللاجئين والدين العام وتردي الوضع الاقتصادي والمالي، فيما نشرت على صفحتها الأخيرة صورة لشجرة أرز مع عبارة “استيقظوا قبل فوات الأوان”.
وعلى موقعها الإلكتروني بيّنت الدوافع خلف خطوتها هذه، إذ نشرت خبرًا قالت فيه إنها اتخذتها كـ”موقف من تدهور الأوضاع في لبنان، ولدعوة المسؤولين للاستيقاظ قبل فوات الأوان”.
وأضافت الصحيفة أنها طبعت هذه النسخة الخاصة التي تسلط الضوء في كل صفحة على قضية أساسية تجر البلاد نحو الهاوية.
ورغم تفاقم المشكلات السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، اعتبرت الصحيفة أنه “لا يزال هناك وقت لإنقاذ البلاد، وهذا يتطلب جهد جماعي من كل الأطراف وتضحية من أجل لبنان”، وفق ما ذكرت.
يذكر أن “ديلي ستار” تأسست عام 1952 على يد الصحفي والناشر اللبناني الراحل كامل مروة، وهي ليست أول صحيفة لبنانية تتخذ هذه الخطوة.
فقد صدرت صحيفة “النهار” الأعرق في لبنان في عدد الخميس 11 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، بثماني صفحات بيضاء، وقالت حينها إن خطوتها جاءت احتجاجًا على تردي الوضع السياسي في ظل تعثر تشكيل الحكومة آنذاك.