أعلنت سلطات الاحتلال صباح اليوم الخميس بشكلٍ رسميٍّ العثور على جنديٍّ إسرائيليٍّ في جيش الاحتلال مقتولًا، بعدّة طعنات، فيما تُشتبه أنّها عملية فدائية، قرب مستوطنة “مغدال عوز” في الكتلة الاستيطانيّة “غوش عتصيون”، المُقامة على أراضي المواطنين جنوب بيت لحم، الواقعة جنوبي الضفة الغربية المحتلّة.
وقالت القناة السابعة الإسرائيلية إنّه تمّ العثور على جثة جندي عليها آثار طعنات بالقرب من مستوطنة في منطقة عتصيون، وخلفية الحادث غير واضحة، مُضيفةً في الوقت عينه أنّ قوات كبيرة من الجيش والشرطة الإسرائيليّة موجودة في المكان وتقوم بعمليات تمشيط، ولكن حتى كتابة هذه السطور لم تتمكّن قوّات الاحتلال الإسرائيليّ من إلقاء القبض على مُنفّذ أوْ مُنفّذي العملية، كما قالت المحافل الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب.
ونشرت صحيفة “هآرتس” أنّه يدور اعتقادٌ في الجيش والشاباك بأنّ الجندي تعرّض لهجومٍ على “خلفيّةٍ قوميّةٍ”، إذْ تمّ خطفه في سيارة ثم قتله والتخلّص منه في المكان الذي تمّ العثور فيه على جثته، على حدّ تعبير الصحيفة التي اعتمدت على مصادر رفيعة في جيش الاحتلال.
ولفت مُحلِّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، عاموس هارئيل، إلى أنّ جيش الاحتلال رفض الإفصاح عن تفاصيل تسلسل العملية الفدائيّة، الأمر الذي يُعزِّز الشكّ بأنّ الحديث يجري عن عملية أسر جنديٍّ إسرائيليٍّ لغرض المُقايضة، ولكن لسببٍ أوْ لآخرٍ، تابع المُحلِّل، تشوّش أمرٌ ما، وهذا ما دفع الفدائيّ أوْ الفدائيين إلى التخلّص من الجنديّ الأسير وقتله، على حدّ تعبيره.
وأردف المُحلِّل الإسرائيليّ قائلاً إنّ تقديرات أجهزة الأمن الإسرائيليّة تُشير إلى أنّ الجندي تعرّض لهجومٍ، وتمّ إجباره على الصعود إلى مركبةٍ، وألقيت جثته في المكان الذي عثر فيه عليها، ويتم فحص ما إذا كان الحديث عن عملية اختطاف قد تعقدّت، وانتهت بمقتل الجنديّ، كما أكّد المُحلّل.
وبحسبه، فإنّه وفقًا للتقاليد الفلسطينيّة فإنّ عمليات الخطف أوْ أسر الجنود الإسرائيليين تُعتبر نجاحًا باهرًا من قبل التنظيمات الفلسطينيّة الفاعلة في الأراضي المُحتلّة، مشدّدًا في الوقت عينه على أنّ صفقة شاليط، التي بموجبها أجبرت حركة حماس كيان الاحتلال على إطلاق سراح أكثر من ألف فدائيّ فلسطينيّ كانوا يقبعون في سجون الاحتلال باتت مُحفزًا ونموذجًا للتنظيمات الفلسطينيّة أوْ حتى الأفراد لأنّ إطلاق سراح الأسرى من السجون الإسرائيليّة، أكّد المُحلِّل، تُعّد في المجتمع الفلسطينيّ نجاحًا باهرًا على الاحتلال في ظلّ عدم تكافؤ القوّة بين الطرفين، كما أكّد.
عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، أكّد مُحلِّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) أكّد على أنّه بوجهٍ عامٍّ فإنّ فرضية العمل لدى الأجهزة الأمنيّة التابعة للاحتلال الإسرائيليّ تقول إنّه من الصعب جدًا على الخاطفين أنْ يستمّروا في المحافظة على الجنديّ المخطوف حيًّا في الضفّة الغربيّة، وذلك بسبب السيطرة الاستخباراتيّة الإسرائيليّة الكاملة على المنطقة، الأمر الذي يدفع الخاطِف أوْ الآسِر إلى التخلّص بسرعةٍ من المخطوف الإسرائيليّ، كما قال.
فيما ذكرت القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ على موقعها الالكترونيّ أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو عقب على الهجوم في عتصيون بالقول: أُبلِغنا هذا الصباح عن هجوم طعن مُروِّعٍ، تسعى قوات الأمن الآن للقبض على المنفذ وتصفيه الحساب معه، على حدّ تعبيره.
ولفتت وسائل الإعلام العبريّة إلى أنّ الجندي يُدعى دفير شورك (19 عامًا)، وهو من مستوطنة عوفرا في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وانضمّ إلى جيش الاحتلال مؤخرًا وكان يدرس في مدرسةٍ دينيّةٍ بالمستوطنة التي كان يُقيم فيها.