قُتل 20 شخصا السبت في إطلاق نار في أحد الفروع المكتظة من متاجر وولمارت بمدينة إل باسو في تكساس، في آخر حوادث إطلاق النار الدامية في الولايات المتحدة.
وفيما دان الرئيس الأميركي دونالد ترامب “العمل الجبان” الذي تتعامل معه الشرطة كجريمة كراهية محتملة، تعالت الأصوات المطالبة بإنهاء “آفة” أعمال العنف المرتبطة بحمل السلاح.
وهذا ثاني حادث إطلاق نار دام في أقل من اسبوع في متاجر وولمارت في الولايات المتحدة ويأتي بعد إطلاق نار في كاليفورنيا في نهاية الأسبوع الماضي.
وتم توقيف مشتبه به فيما تقوم الشرطة بدراسة بيان متطرف يعتقد أن مطلق النار قام بكتابته.
وأظهرت تسجيلات كاميرات الهواتف العديد من الجثث على أرض مرآب المتجر فيما أظهرت تسجيلات أخرى متسوقين يفرون مذعورين من المتجر فيما كان يسمع دوي إطلاق النار.
– من سنتين إلى 82 سنة –
قال حاكم الولاية غريغ آبوت في مؤتمر صحافي “عشرون شخصا أبرياء من إل باسو فقدوا حياتهم”.
وأضاف “نحن كولاية نتكاتف في دعم هؤلاء الضحايا وأفراد أسرهم … ندعو كي يكون الله مع هؤلاء الذين تأذوا بأي طريقة وأن يداوي جراحهم”.
من جهته اشار قائد الشرطة في إل باسو، غريغ آلن، الى وجود 26 جريحا ايضا.
وذكرت تقارير مختلفة أن أعمار المصابين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات تتراوح من سنتين إلى 82 سنة.
وقالت الشرطة إن ما بين الف إلى 3 آلف متسوق كانوا في وولمارت لدى إطلاق النار.
وأكدت الشرطة أن المشتبه به الذي تم اعتقاله “رجل ابيض يبلغ الحادية والعشرين” من مدينة آلين بولاية تكساس.
وقالت وسائل إعلام أميركية إنه يدعى باتريك كروزيوس. وسلم نفسه إلى الشرطة على بعد مجمع عن وولمارت.
وأضاف آلن “لدينا بيانٌ من هذا الشخص يُشير، الى حدٍّ ما، إلى وجود ارتباط محتمل بجريمة كراهية”.
والبيان الذي تحدث عنه آلن، والذي يعتقد أن كروزيوس كتبه ونشر على الانترنت، يتضمن فقرات تندد ب”غزو ذوي الأصول الإسبانية” لتكساس، ويشير الكاتب بوضوح إلى أنه يتوقع أن يُقتل خلال هجومه.
وقال شهود عيان إن المسلح قام على ما يبدو بإطلاق النار عشوائيا حوالى الساعة 10,30 صباحا.
وذكرت امرأة وقد عرّفت عن نفسها باسم فانيسا “توجهت إلى المخرج. رأيت رجلاً يرتدي قميصاً أسود وسروالاً مرقّطاً ويحمل ما بدا لي أنّها بندقية. كان يصوّبها على الناس ويطلق النار مباشرة عليهم. رأيت ثلاثة أو أربعة أشخاص يسقطون أرضاً”.
وروى متسوق آخر كيف تمكن من تجنب الرصاص بالاختباء مع والدته بين ماكينتي بيع خارج المتجر.
وقال روبرت كورادو لصحيفة إل باسو تايمز “هناك حاول ذلك الشخص أن يطلق النار علي ولم يتمكن لأنني انحنيت”.
– الوضع تحت السيطرة –
قرابة العصر بدا أن الوضع بات تحت السيطرة، لكنّ قوات الأمن واصلت تمشيط المنطقة للتأكّد من عدم وجود مسلّحين طليقين.
وأظهرت صورة التقطتها كاميرات المراقبة المسلح حاملا ما يشبه رشاش إي.كيه-47.
وكان شخصان قتلا وأصيب شرطي بجروح في أحد متاجر وولمارت في ولاية ميسيسيبي الثلاثاء.
وغالباً ما تشهد الولايات المتحدة عمليات إطلاق نار دامية.
والأحد قتل ثلاثة أشخاص، أحدهم صبي عمره ستة أعوام، برصاص شاب يبلغ من العمر 19 عاماً أطلق النار في مهرجان للطعام في غيلروي بولاية كاليفورنيا.
وقال المرشح إلى السباق على بطاقة الترشيح الديموقراطية إلى الانتخابات الرئاسية بيتو أورورك المتحدّر من هذه المدينة “أفكّر بإل باسو وأطلب منكم أن تفكّروا بها”.
وقالت السناتور اليزابيث وورن المرشحة أيضا للسباق إلى الانتخابات الرئاسية “لقد عانت الكثير من المجتمعات في مآس كهذه”. واضافت “علينا أن تنحرك الآن لإنها آفة أعمال العنف المرتبطة بالسلاح”.
وقال مرشح آخر هو كوري بوكر إن على الولايات المتحدة أن “تضع حدا لهذا الكابوس” وأن “تتحلى بالشجاعة الأخلاقية للتحرك لوقف هذه المجزرة”