ديما الرجبي
في السودان اصدرت الأمم المتحدة بياناً تُعرب فيه عن “قلقها” حول
تقارير تثبت ” اغتصاب جماعي ” يطال المتظاهرين في الميدان ، في إدلب يقوم سكان هذه المنطقة المنكوبة بحفر قبورهم إستقبالاً للموت ، في اليمن يقف الموت بينه وبين أهلها على بُعد “مسافة صفر” على نحو يومي فلا يتوانى المرض والجوع والفقر والحرب بالإجتماع على أرواحهم .
في غزة يغرق الغزيين بالحصار ما بين قطع امدادات دواء وطعام ودورة كهرباء لا تتجاوز الست ساعات في أحسن الأحوال وقصف يعلن عنه وقصف تغيبه العناوين .
في الشرق الأوسط أجمع تتكالب الظروف التي خلقها ” أتباع” السلطة لتنهال على رؤوسنا كمطرقة أبت إلا أن تقزم قاماتنا وعاداتنا وأعرافنا وثباتنا المجتمعي امام المغريات التي تغرقنا بها بلاد “العم سام” ونستقبلها في بيوتاتنا بصدر رحب إلا ما ندر ورحم ربي من ،من يقبضون على جمر ما تبقى من الأخلاق .
ورغم تلك الظروف السياسية والاقتصادية والحربية التي نواجهها ما زال هناك متسع للمشاهد الإباحية التي أصبحت ” ترند” في الأفلام العربية وسبب نجاح أي عمل فني وهذه حقيقة فعلاً ، ليصل بنا الأمر أن نشاهد
“مراهقين” مترفين من أبناء هذا الوطن المبتلى يقومون بتمثيل مشاهد
(18+) بسعادة تامة وربما يشعرون بأنهم مبدعين كنجوم “هوليوود” وأن هذا الأمر يقع ضمن حرياتهم الشخصية وقناعاتهم ومبادئهم وأخشى أنهم ينعتون من إنتقدهم وهاجمهم ب ” المتخلفين” ولن اتعجب لذلك إن حدث حيث أن نظام كوكبهم يختلف تماماً عن هذه الأرض .
بينما يجتهد الباقون بخلق فقاعة فاسدة ونتنة في قلب ما تبقى من “صبرنا” على ما يعصف بنا ، ورغم الإنكار والبيانات والتبريرات والتهرب من المسؤولية حول فيلم “جِن” أمام ” الغاضبين” إلا أن الواقع لا يُغيب والحقيقة فاضحة كعين الشمس ..
فيلم ” جِن” الذي سابق الريح ليصل إلى مئات الألوف إن لم يكن الملايين حظي بموافقات كي يخرج إلينا ، فهناك أصحاب قرار ورقيب لتلك الأمور ” الفنية” وهو ما كشف حجم الإستهتار من الجهات المعنية ووضع المجتمع الأردني في موقف يحتم عليه الدفاع وحماية أبناءه ” المراهقين” ، وحيث أن التكنولوجيا أصبحت بمتناول يد الجميع وأسهل من لقمة العيش فلابد أن يحذَر المسؤولين من التهاون بإدخال هكذا أفلام إلى بيوتنا فهؤلاء الممثلين أبناء هذا الوطن وليسوا نجوم من بلاد ” الموزنبيق” وتلك المدارس التي يفترض أن تكون ” قلعة التربية” هي مدارس ابناءنا وتلك المدينة الوردية هي قطعة من بلادنا وما تم صنعه على هاتان البقعتان يدنس أسمى معاني الأخلاق واولئك “المراهقين التائهين” الذين يبثون السموم الغربية في عقول أبناءنا من خلال تلك المشاهد المقيتة يجب أن يحاسبوا فلا يصلح أن يخالف أيَ كان عادات وتقاليد واعراف بلاده التي ما عرف عنها إلا الإنضباط الأخلاقي والحمية ، وإن كنا ” متخلفين” فأرض الله واسعة لا ” تبدعوا” في هذه الأرض الطاهرة فلن نسامحكم على هذه الصورة التي شوهتم بها ابناءنا أمام العالم أجمع ، العالم لا يحتمل مثل هذه التشوهات والشاشات فاضت عن بكرة أبيها بمشاهد الإغتصاب والدماء والإنحراف والألم لسنا بحاجة لمشاهد اباحية كي نضرب أكفنا بالتراب قهراً .. فهو ليس سوق “خرفان عربية” كي تتاجروا بأخلاق ابناءنا ..
والله المستعان
كاتبة من الاردن