الشيخ ولد سيدي
كانت طفلة في العاشرة من عمرها أو اقل من ذلك ولم تفقه ما حدث لها، عندما كانت تلميذة، تعرّضت (...) للاغتصاب من قريبها الذي جاء في زيارة للمنزل، و الذي يكبرها بخمس عشرة سنة. اليوم تتذكر الشابة تفاصيل تلك المرحلة، كأنّها حدثت قبل أيام.
هكذا فتحت هذه القصة عني على الحقيقة المرة، عمليات الاغتصاب التي يعاني منها الاطفال في المدراس و المحاظر و حتى في أمن مكان بالنسة للطفل في المنازل، والتي اصبحت فضاء لعشرات ان لم نقل مئات عمليات الاغتصاب دون ان يكون هناك أي حديث من الاسر التي تفضل الصمت على خروج ما تصفه بالفضيحة للعلن.
حتى ما تعرفه أي جهة أمنية في موريتانيا قليل جدا عن هذه المشكلة التي تدمر حياة عشرات الاطفال ولكن، مئات القصص التي سمعت خلال أيام من متابعتي لهذه القصة تجلعني في موقف أستطيع من خلاله التأكيد أن هذه الظاهرة تجتاح بيوتنا بخطورة و في صمت، وأنه على كل أسرة متابعة ظروف أطفالها سواء في البيت أو خارجه.
المشكل الأكبر أن الأسر تميل إلى كتمان مثل هذه الحوادث و عدم الحديث عنها خوفا من الفضيحة، و يدخل ذلك في اطار مصالحات لحماية الجاني و ليس لحماية الضحية على الاطلاق، بل معظم القصص تقول ان الصمت هو اجراء لحماية معلم محظرة او القريب... الخ، الذي جاء في زيارة للاسرة وترك خلفه طفلا أو طفلة مغتصبة،
من الظلم الحديث حقا عن أي مصالحة في ظل ضياع حياة هؤلاء الاطفال الذين يفقدون كل شيء، طفولتهم و أمانهم و حتى تتدمر حالتهم النفسية دون أن يحصلوا على حقوقهم على الاقل.(إنها قمة العار).
من المعروف أن الدولة الموريتانية اتخذت الكثير من الاجراءات لحماية الاطفال من أي عنف، خاصة بحرصها بايجاد مفوضيات للقصر و لكن هذا الامر لن تكون له قيمة طلما تفضل الاسر الصمت لحماية وحوش بشرية من المحاسبة أمام القانون .
أنا أب لاطفال و رجل يؤمن بالانسانية، واقول إنه من الضروري خروج الاسر عن صمتها و تقديم شكاوي لحماية الأطفال و لايقاف هذه الوحوش البشرية و الحد من توسع الظاهرة فالذين نحميهم بمثل هذه الجرائم سيعودون للاغتصاب و يستمرون في اغتصاب الاطفال حيث ما وجودهم.
هذه فرصة لفرع الصوت فل نقل جميعا كفى لمثل هذه الظاهرة التي تهدد جيلا كاملا بسبب صمتنا و خوفنا من حماية اطفالنا.